الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

آسَا،‏ يَهُوشَافَاطُ،‏ حَزَقِيَّا،‏ يُوشِيَّا

اخدم يهوه بقلب كامل

اخدم يهوه بقلب كامل

‏«يَا يَهْوَهُ،‏ أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ».‏ —‏ ٢ مل ٢٠:‏٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٥٢،‏ ٦٥

١-‏٣ مَاذَا تَعْنِي خِدْمَةُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ»؟‏ أَوْضِحْ.‏

كُلُّنَا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا «يُعَامِلُنَا حَسَبَ خَطَايَانَا».‏ فَهُوَ يَغْفِرُ لَنَا عَلَى أَسَاسِ فِدْيَةِ يَسُوعَ،‏ شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْ خَطَايَانَا وَنَطْلُبَ غُفْرَانَهُ بِتَوَاضُعٍ.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٠‏)‏ وَلٰكِنْ رَغْمَ نَقْصِنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَخْدُمَهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ».‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ فَهَلْ هٰذَا مُمْكِنٌ؟‏

٢ تُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ ٱلْمُقَارَنَةُ بَيْنَ ٱلْمَلِكَيْنِ آسَا وَأَمَصْيَا.‏ فَكِلَاهُمَا فَعَلَا مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ وَٱرْتَكَبَا أَيْضًا أَخْطَاءً بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ «قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا كُلَّ أَيَّامِهِ».‏ (‏٢ اخ ١٥:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٢٥:‏١،‏ ٢؛‏ ام ١٧:‏٣‏)‏ فَهُوَ أَحَبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَلَمْ يَحِدْ قَطُّ عَنْ طُرُقِهِ.‏ أَمَّا أَمَصْيَا فَلَمْ يَخْدُمْهُ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ».‏ فَبَعْدَمَا ٱنْتَصَرَ عَلَى أَعْدَاءِ ٱللهِ،‏ أَحْضَرَ آلِهَتَهُمْ وَٱبْتَدَأَ يَعْبُدُهَا.‏ —‏ ٢ اخ ٢٥:‏١١-‏١٦‏.‏

٣ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ هٰذَيْنِ ٱلْمَلِكَيْنِ أَنَّ مَنْ يَخْدُمُ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ» لَا يَعْبُدُهُ عِبَادَةً رِيَائِيَّةً أَوْ شَكْلِيَّةً.‏ بَلْ يُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ وَيَرْغَبُ فِي عِبَادَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُشِيرُ «ٱلْقَلْبُ» عَادَةً إِلَى مَا فِي دَاخِلِ ٱلْإِنْسَانِ:‏ رَغَبَاتِهِ،‏ أَفْكَارِهِ،‏ طِبَاعِهِ،‏ مَوَاقِفِهِ،‏ قُدُرَاتِهِ،‏ دَوَافِعِهِ،‏ أَهْدَافِهِ،‏ وَغَيْرِهَا.‏ إِذًا،‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ،‏ شَرْطَ أَنْ نُحِبَّهُ مِنْ دُونِ رِيَاءٍ.‏ —‏ ٢ اخ ١٩:‏٩‏.‏

٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي حَيَاةِ أَرْبَعَةِ مُلُوكٍ حَكَمُوا يَهُوذَا.‏ وَهُمْ آسَا وَيَهُوشَافَاطُ وَحَزَقِيَّا وَيُوشِيَّا.‏ وَيُسَاعِدُنَا مِثَالُهُمْ أَنْ نَفْهَمَ مَا تَعْنِيهِ خِدْمَةُ ٱللهِ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكُ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ رَغْمَ ٱرْتِكَابِهِمِ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ فَلِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللهُ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟‏

‏«كَانَ قَلْبُ آسَا كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ»‏

٥ أَيَّةُ إِجْرَاءَاتٍ ٱتَّخَذَهَا آسَا بَعْدَمَا مَلَكَ؟‏

٥ كَانَ آسَا ثَالِثَ مَلِكٍ يَحْكُمُ يَهُوذَا بَعْدَمَا ٱنْقَسَمَتِ ٱلْأُمَّةُ إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ.‏ وَٱتَّخَذَ عِدَّةَ إِجْرَاءَاتٍ سَاعَدَتِ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ أَزَالَ ٱلصَّنَمِيَّةَ مِنْ مَمْلَكَتِهِ وَطَرَدَ مِنَ ٱلْهَيْكَلِ كُلَّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ.‏ حَتَّى إِنَّهُ خَلَعَ جَدَّتَهُ مَعْكَةَ مِنْ أَنْ تَكُونَ «ٱلسَّيِّدَةَ ٱلْكُبْرَى،‏ لِأَنَّهَا صَنَعَتْ صَنَمًا مُرِيعًا».‏ (‏١ مل ١٥:‏١١-‏١٣‏)‏ كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ وَأَنْ يَعْمَلُوا بِٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ».‏ —‏ ٢ اخ ١٤:‏٤‏.‏

٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ آسَا حِينَ غَزَا ٱلْحَبَشِيُّونَ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا؟‏

٦ وَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْعَشْرِ ٱلْأُولَى مِنْ حُكْمِ آسَا،‏ عَاشَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوذَا بِسَلَامٍ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ أَتَى عَلَيْهِمْ زَارَحُ ٱلْحَبَشِيُّ بِجَيْشٍ مِنْ مِلْيُونِ رَجُلٍ وَثَلَاثِ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ.‏ (‏٢ اخ ١٤:‏١،‏ ٦،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏ فَمَاذَا فَعَلَ آسَا؟‏ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَيْهِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ اخبار الايام ١٤:‏١١‏.‏)‏ فَٱسْتَجَابَ ٱللهُ صَلَاتَهُ،‏ وَمَنَحَهُمْ نَصْرًا سَاحِقًا عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلْحَبَشِيِّ.‏ (‏٢ اخ ١٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَ أَحْيَانًا مُلُوكًا غَيْرَ أُمَنَاءَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ،‏ لٰكِنَّهُ سَاعَدَ شَعْبَهُ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ لِأَنَّ آسَا ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ.‏ (‏١ مل ٢٠:‏١٣،‏ ٢٦-‏٣٠‏)‏ إِلَّا أَنَّ آسَا لِلْأَسَفِ لَمْ يَتَصَرَّفْ بِحِكْمَةٍ دَائِمًا.‏ فَقَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا حِينَ ٱسْتَنْجَدَ بِمَلِكِ أَرَامَ.‏ (‏١ مل ١٥:‏١٦-‏٢٢‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ،‏ وَأَنَّ ‹قَلْبَهُ كَامِلٌ مَعَهُ›.‏ فَكَيْفَ نَتْبَعُ مِثَالَهُ ٱلْجَيِّدَ؟‏ —‏ ١ مل ١٥:‏١٤‏.‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِآسَا؟‏

٧ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَعْرِفَ هَلْ يُحِبُّ يَهْوَهَ فِعْلًا.‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا مُصَمِّمٌ أَنْ أُرْضِيَ يَهْوَهَ دَائِمًا وَأُحَافِظَ عَلَى طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏›.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ آسَا تَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَعْزِلَ جَدَّتَهُ عَنْ مَنْصِبِهَا ٱلْمَلَكِيِّ.‏ أَنْتَ أَيْضًا تَحْتَاجُ إِلَى شَجَاعَةٍ كَهٰذِهِ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ فَمَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَوْ أَصْدِقَائِكَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً،‏ وَفُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ لِأَنَّهُ غَيْرُ تَائِبٍ؟‏ هَلْ يَدْفَعُكَ قَلْبُكَ أَنْ تَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا وَتَتَوَقَّفَ عَنْ مُعَاشَرَتِهِ؟‏

٨ وَمِثْلَ آسَا،‏ رُبَّمَا تَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلْكُلَّ ضِدُّكَ.‏ فَقَدْ يَسْخَرُ مِنْكَ ٱلْأَسَاتِذَةُ أَوِ ٱلتَّلَامِيذُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ لِأَنَّكَ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ أَوْ يَنْتَقِدُكَ زُمَلَاؤُكَ فِي ٱلْعَمَلِ حِينَ تَأْخُذُ عُطْلَةً لِتَحْضُرَ ٱلْمَحْفِلَ أَوْ تَرْفُضُ أَنْ تَعْمَلَ سَاعَاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ فِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ ٱتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ،‏ صَلِّ إِلَيْهِ،‏ تَحَلَّ بِٱلشَّجَاعَةِ،‏ وَٱثْبُتْ عَلَى مَوْقِفِكَ.‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَوِّيكَ،‏ مِثْلَمَا قَوَّى آسَا وَسَاعَدَهُ.‏

٩ كَيْفَ نُظْهِرُ بِبِشَارَتِنَا أَنَّ قَلْبَنَا كَامِلٌ؟‏

٩ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُفَكِّرْ آسَا فِي نَفْسِهِ فَقَطْ،‏ بَلْ شَجَّعَ غَيْرَهُ أَيْضًا «أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ».‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ وَيَهْوَهُ يُسَرُّ جِدًّا عِنْدَمَا يَرَانَا نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ.‏ فَبِذٰلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَهْتَمُّ بِٱلنَّاسِ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ.‏

يَهُوشَافَاطُ طَلَبَ يَهْوَهَ

١٠،‏ ١١ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهُوشَافَاطَ؟‏

١٠ سَارَ يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا «فِي طُرُقِ أَبِيهِ» وَشَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَطْلُبُوا يَهْوَهَ.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ لِذَا أَرْسَلَ رِجَالًا إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا لِيُعَلِّمُوهُمْ مِنْ ‹سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ›.‏ (‏٢ اخ ١٧:‏٧-‏١٠‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى مِنْطَقَةِ أَفْرَايِمَ ٱلْجَبَلِيَّةِ فِي مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةِ «لِيَرُدَّهُمْ إِلَى يَهْوَهَ».‏ (‏٢ اخ ١٩:‏٤‏)‏ فِعْلًا،‏ كَانَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكًا وَلِيًّا «طَلَبَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ».‏ —‏ ٢ اخ ٢٢:‏٩‏.‏

١١ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَتَعَلَّمَ كُلُّ ٱلنَّاسِ عَنْهُ.‏ وَتُتَاحُ لَنَا جَمِيعًا فُرْصَةُ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي عَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِ هٰذَا كُلَّ شَهْرٍ.‏ فَهَلْ تَرْغَبُ أَنْ تَبْدَأَ دَرْسًا مَعَ أَحَدِ ٱلْمُهْتَمِّينَ وَتُسَاعِدَهُ أَنْ يَعْبُدَ يَهْوَهَ؟‏ هَلْ تُصَلِّي بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟‏ وَهَلْ أَنْتَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ تُضَحِّيَ بِبَعْضِ أَوْقَاتِ فَرَاغِكَ لِتَدْرُسَ مَعَهُ؟‏ سَيُسَاعِدُكَ يَهْوَهُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ إِذَا بَذَلْتَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِكَ.‏ رَأَيْنَا أَيْضًا أَنَّ يَهُوشَافَاطَ شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ.‏ نَحْنُ كَذٰلِكَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ كَيْ يَسْتَعِيدُوا نَشَاطَهُمْ.‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَفْصُولِينَ ٱلَّذِينَ تَرَكُوا مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ؟‏ يُرَتِّبُ ٱلشُّيُوخُ لِزِيَارَتِهِمْ وَيُقَدِّمُونَ لَهُمُ ٱلْمُسَاعَدَةَ كَيْ يَعُودُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَهُوشَافَاطُ عِنْدَمَا شَعَرَ بِٱلْخَوْفِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ وَنَعْتَرِفَ بِضَعَفَاتِنَا؟‏

١٢ يَرْسُمُ لَنَا يَهُوشَافَاطُ مِثَالًا جَيِّدًا فِي مَجَالٍ آخَرَ.‏ فَتَمَامًا مِثْلَ أَبِيهِ آسَا،‏ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللهِ حِينَ أَتَى جَيْشٌ كَبِيرٌ جِدًّا لِمُحَارَبَةِ يَهُوذَا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٠:‏٢-‏٤‏.‏)‏ فَعَبَّرَ لِيَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِهِ وَٱعْتَرَفَ بِتَوَاضُعٍ:‏ «لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآتِي عَلَيْنَا،‏ وَنَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَفْعَلُ».‏ لٰكِنَّهُ وَثِقَ بِهِ كَامِلًا حِينَ قَالَ:‏ «عُيُونُنَا إِلَيْكَ».‏ —‏ ٢ اخ ٢٠:‏١٢‏.‏

١٣ نَحْنُ أَيْضًا نَشْعُرُ أَحْيَانًا بِٱلِٱرْتِبَاكِ أَوِ ٱلْخَوْفِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهُوشَافَاطَ ٱلَّذِي صَلَّى عَلَنًا وَٱعْتَرَفَ بِضَعْفِهِ هُوَ وَشَعْبِهِ.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏٥‏)‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَخْجَلَ ٱلْآبَاءُ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ أَمَامَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ وَيَطْلُبُوا مُسَاعَدَتَهُ وَإِرْشَادَهُ لِيَتَخَطَّوُا ٱلْمَشَاكِلَ.‏ عِنْدَئِذٍ تَلْمُسُ ٱلْعَائِلَةُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهُمْ يَثِقُونَ بِيَهْوَهَ.‏ وَهُوَ بِٱلتَّالِي سَيُسَاعِدُهُمْ كَمَا سَاعَدَ يَهُوشَافَاطَ.‏

حَزَقِيَّا فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ

١٤،‏ ١٥ كَيْفَ وَثِقَ حَزَقِيَّا كَامِلًا بِٱللهِ؟‏

١٤ حَزَقِيَّا مَلِكٌ «ٱلْتَصَقَ بِيَهْوَهَ»،‏ رَغْمَ مِثَالِ أَبِيهِ ٱلسَّيِّئِ.‏ فَأَبُوهُ كَانَ يَعْبُدُ ٱلْأَصْنَامَ.‏ أَمَّا هُوَ فَنَزَعَ «ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَكَسَّرَ ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعَ ٱلسَّارِيَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَسَحَقَ حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي كَانَ مُوسَى قَدْ صَنَعَهَا»،‏ لِأَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا.‏ لَقَدْ أَحَبَّ حَزَقِيَّا يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ «وَلَمْ يَحِدْ عَنِ ٱتِّبَاعِهِ،‏ بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ».‏ —‏ ٢ مل ١٨:‏١-‏٦‏.‏

١٥ وَخِلَالَ حُكْمِهِ،‏ غَزَا ٱلْجَيْشُ ٱلْأَشُّورِيُّ يَهُوذَا وَهَدَّدَ بِتَدْمِيرِ أُورُشَلِيمَ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْأَشُّورِيَّ سَنْحَارِيبَ ٱسْتَهْزَأَ بِيَهْوَهَ،‏ وَحَاوَلَ أَنْ يُخِيفَ حَزَقِيَّا وَيَحْمِلَهُ عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلْأَمِينَ ٱتَّكَلَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ وَطَلَبَ مُسَاعَدَتَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٣٧:‏١٥-‏٢٠‏.‏)‏ فَٱسْتَجَابَ ٱللهُ صَلَاتَهُ وَأَرْسَلَ مَلَاكًا قَتَلَ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ١٨٥٬٠٠٠ جُنْدِيٍّ أَشُّورِيٍّ.‏ —‏ اش ٣٧:‏٣٦،‏ ٣٧‏.‏

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِحَزَقِيَّا؟‏

١٦ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ.‏ فَتَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَذْكُرَ أَمَانَتَهُ وَيُسَاعِدَهُ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ ملوك ٢٠:‏١-‏٣‏.‏)‏ فَسَمِعَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُ وَشَفَاهُ.‏ نَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱللهَ لَا يَشْفِينَا وَلَا يُطِيلُ عُمْرَنَا عَجَائِبِيًّا.‏ إِلَّا أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ مِثْلَ حَزَقِيَّا وَنَقُولَ:‏ «أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا يَهْوَهُ،‏ أَرْجُوكَ ٱذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِٱلْحَقِّ وَبِقَلْبٍ كَامِلٍ».‏ فَهَلْ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَعْتَنِي بِنَا عَلَى فِرَاشِ ٱلْمَرَضِ؟‏ —‏ مز ٤١:‏٣‏.‏

١٧ وَٱلتَّمَثُّلُ بِحَزَقِيَّا يُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَلَّا نَسْمَحَ لِأَيِّ شَيْءٍ بِإِضْعَافِ عَلَاقَتِنَا بِٱللهِ أَوْ إِلْهَائِنَا عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ طَبْعًا،‏ يُحِبُّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَوَاصَلُوا مَعَ أَقْرِبَائِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ.‏ لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِأَهْلِ ٱلْعَالَمِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَهُمْ يُؤَلِّهُونَ ٱلْبَشَرَ وَيَصْرِفُونَ وَقْتًا كَثِيرًا فِي مُتَابَعَةِ أَخْبَارِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ لَا يَعْرِفُونَهُمْ وَتَصَفُّحِ صُوَرِهِمْ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ،‏ فَلَا يُضَيِّعُونَ وَقْتَهُمْ فِي تَفَاهَاتٍ كَهٰذِهِ.‏ وَهُمْ لَا يَتَبَاهَوْنَ بِعَدَدِ ٱلْمُعْجَبِينَ بِصُوَرِهِمْ،‏ وَلَا يَشْعُرُونَ بِٱلْإِهَانَةِ إِذَا تَوَقَّفَ أَحَدُهُمْ عَنْ مُتَابَعَتِهِمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَوَاقِعِ.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ مَثَلًا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ أَوْ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا كَانُوا يَشْغَلُونَ أَنْفُسَهُمْ بِنَشْرِ صُوَرِهِمْ أَوْ مُتَابَعَةِ أَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ؟‏ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ نَقْرَأُ أَنَّ بُولُسَ كَانَ «أَكْثَرَ ٱنْشِغَالًا بِٱلْكَلِمَةِ».‏ وَأَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا ٱسْتَغَلَّا وَقْتَهُمَا لِيَشْرَحَا لِلْآخَرِينَ «طَرِيقَ ٱللهِ عَلَى وَجْهٍ أَصَحَّ».‏ (‏اع ١٨:‏٤،‏ ٥،‏ ٢٦‏)‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَتَجَنَّبُ تَأْلِيهَ ٱلْبَشَرِ وَإِضَاعَةَ ٱلْوَقْتِ فِي أُمُورٍ تَافِهَةٍ؟‏›.‏ —‏ اقرأ افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

يُوشِيَّا حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ

١٨،‏ ١٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا؟‏

١٨ اَلْمَلِكُ يُوشِيَّا مِثَالٌ رَائِعٌ لَنَا،‏ لِأَنَّهُ حَفِظَ وَصَايَا يَهْوَهَ «مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ».‏ (‏٢ اخ ٣٤:‏٣١‏)‏ فَقَدِ «ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلٰهَ دَاوُدَ» وَهُوَ لَا يَزَالُ مُرَاهِقًا.‏ وَعِنْدَمَا بَلَغَ ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ رَاحَ يُطَهِّرُ يَهُوذَا مِنَ ٱلْأَصْنَامِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:‏١-‏٣‏.‏)‏ كَمَا ٱجْتَهَدَ لِيُرْضِيَ ٱللهَ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ مُلُوكٍ عَدِيدِينَ حَكَمُوا يَهُوذَا.‏ فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ وَجَدَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلْهَيْكَلِ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي يُرَجَّحُ أَنَّ مُوسَى كَتَبَهُ بِيَدِهِ.‏ وَعِنْدَمَا سَمِعَ يُوشِيَّا مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ،‏ سَعَى لِيُتَمِّمَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ.‏ كَمَا شَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِهِ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ «لَمْ يَحِيدُوا كُلَّ أَيَّامِهِ عَنِ ٱتِّبَاعِ يَهْوَهَ».‏ —‏ ٢ اخ ٣٤:‏٢٧،‏ ٣٣‏.‏

١٩ فَيَا أَيُّهَا ٱلشَّابُّ،‏ لِمَ لَا تَتَمَثَّلُ بِيُوشِيَّا وَتَتَعَرَّفُ بِيَهْوَهَ أَكْثَرَ؟‏ لَرُبَّمَا تَعَلَّمَ يُوشِيَّا عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ جَدِّهِ ٱلْمَلِكِ ٱلتَّائِبِ مَنَسَّى.‏ أَنْتَ أَيْضًا يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي عَائِلَتِكَ أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ وَلَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَسَّتْ قَلْبَ يُوشِيَّا وَدَفَعَتْهُ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ تُشَجِّعُكَ قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ أَنْ تُطِيعَ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا يَزْدَادُ فَرَحُكَ وَتَقْوَى عَلَاقَتُكَ بِٱللهِ،‏ فَتَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ وَفِيمَا تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ سَتُلَاحِظُ مَجَالَاتٍ تُحَسِّنُ فِيهَا خِدْمَتَكَ.‏ فَٱبْذُلْ وِسْعَكَ لِتُجْرِيَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ،‏ مِثْلَمَا فَعَلَ يُوشِيَّا.‏

اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ

٢٠،‏ ٢١ ‏(‏أ)‏ مَا أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ تَحَدَّثْنَا عَنْهُمْ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢٠ مَاذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟‏ لَقَدْ صَمَّمُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللهَ وَيَعْبُدُوهُ طَوَالَ حَيَاتِهِمْ.‏ كَمَا ٱتَّكَلُوا عَلَيْهِ حِينَ وَاجَهُوا أَعْدَاءً أَقْوِيَاءَ جِدًّا.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُمْ خَدَمُوهُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏

٢١ صَحِيحٌ أَنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً،‏ لٰكِنَّهُمْ نَالُوا رِضَى يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ رَأَى قَلْبَهُمْ وَعَرَفَ أَنَّهُمْ أَحَبُّوهُ فِعْلًا.‏ نَحْنُ أَيْضًا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا حِينَ يَرَى أَنَّنَا نَخْدُمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ دُرُوسًا نَتَعَلَّمُهَا مِنْ أَخْطَاءِ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُلُوكِ.‏