كتب الخوارزمي عن فائدة النظام العشري.‏ كما شرح بأسلوب بسيط طريقةً لحل بعض المسائل الرياضية في كتاب الجبر والمقابلة.‏ واسم الجبر في جميع لغات العالم مشتق من كلمة «الجبر» التي استخدمها الخوارزمي في كتابه هذا.‏ يقول الصحافي المتخصص في العلوم احسان مسعود ان الجبر هو «اهم اكتشاف في تاريخ الرياضيات.‏ وفهم العلوم بكل فروعها لا يكتمل الا بفهم هذا العلم».‏ a

يقول احد الكتَّاب مازحا:‏ «اجيال من طلاب الثانوية يتمنَّون لو وفَّر [الخوارزمي] على نفسه هذا العناء».‏ وسواء استصعب الطلاب الجبر او لا،‏ عمل الخوارزمي على تبسيط هذا العلم قدر الامكان  بغية تسهيل العمليات الحسابية في التجارة،‏ تقسيم الميراث،‏ مسح الاراضي،‏ وهلم جرا.‏

لكنَّ قرونا مضت قبل ان ينظر علماء الرياضيات في الغرب،‏ امثال غاليليو وفيبوناشي،‏ بتقدير الى الخوارزمي لأسلوبه المبسَّط في حل المعادلات.‏ فقد مهَّدت ابحاثه السبيل لدراسات اوسع في علوم الجبر والحساب والمثلثات.‏ وهذا العلم الاخير مكَّن علماء في الشرق الاوسط ان يحسبوا زوايا وأضلاع المثلثات ويساهموا في تطور علم الفلك.‏ b

كما ان بعض مَن استندوا الى اعمال الخوارزمي طوَّروا طرقا جديدة في استعمال الكسور العشرية وقياس المساحة والحجم.‏ وفي هذا المجال،‏ كان المهندسون والبناؤون في الشرق الاوسط قد سبقوا نظراءهم الغربيين الذين لم يطَّلعوا على هذه العلوم الا بعد فترة طويلة خلال الحملات الصليبية.‏ وفي وقت لاحق،‏ نقلوا هذه المعرفة الى بلادهم بمساعدة الاسرى والمهاجرين المثقَّفين من المسلمين.‏

بمرور الوقت،‏ تُرجمت اعمال الخوارزمي الى اللاتينية.‏ ويعود الفضل عموما في نشر الارقام العربية في الغرب الى عالِم الرياضيات الايطالي فيبوناشي (‏حوالي ١١٧٠-‏١٢٥٠)‏ المعروف ايضا بليوناردو البيزي.‏ فقد تعلَّم عنها خلال اسفاره الى منطقة المتوسط ثم وضع كتاب العد (‏Liber Abaci‏)‏.‏

صحيح ان انتشار ابحاث الخوارزمي استغرق قرونا،‏ غير ان انجازاته في الرياضيات تشكِّل نواة العلوم والتكنولوجيا،‏ عدا التجارة والصناعة.‏