الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٤

تخلَّص من الافكار التي لا ترضي الله

تخلَّص من الافكار التي لا ترضي الله

‏«نَحْنُ نَهْدِمُ أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللهِ».‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٤ أَوْلِيَاءُ كُلَّ حِينٍ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ أَيُّ تَحْذِيرٍ وَجَّهَهُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

‏«كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ وَجَّهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ وَلٰكِنْ لِمَاذَا أَعْطَى هٰذَا ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْقَوِيَّ لِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ مُنْتَذِرِينَ لِلهِ وَمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ —‏ رو ١:‏٧‏.‏

٢-‏٣ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُبْعِدَنَا عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ؟‏

٢ كَانَ بُولُسُ قَلِقًا عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَكَمَا يَبْدُو،‏ تَأَثَّرَ بَعْضُهُمْ بِأَفْكَارِ وَفَلْسَفَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏اف ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ يَحْدُثُ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ لِأَيٍّ مِنَّا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ،‏ إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ يَلْجَأُ إِلَى أَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةٍ كَيْ يُبْعِدَنَا عَنْ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يَسْتَفِيدُ مِنْ طُمُوحِنَا وَرَغْبَتِنَا فِي ٱلْبُرُوزِ.‏ كَمَا يَسْتَغِلُّ تَرْبِيَتَنَا وَحَضَارَتَنَا وَثَقَافَتَنَا لِكَيْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُ.‏

٣ وَلٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا؟‏ (‏٢ كو ١٠:‏٤‏)‏ يُجِيبُ بُولُسُ:‏ «نَحْنُ نَهْدِمُ أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللهِ،‏ وَنَأْسِرُ كُلَّ فِكْرٍ لِنُصَيِّرَهُ طَائِعًا لِلْمَسِيحِ».‏ (‏٢ كو ١٠:‏٥‏)‏ إِذًا،‏ نَقْدِرُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.‏ فَمِثْلَمَا يَشْفِينَا ٱلدَّوَاءُ مِنَ ٱلسُّمِّ،‏ تَشْفِينَا كَلِمَةُ ٱللهِ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏

‏‹غَيِّرْ ذِهْنَكَ›‏

٤ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ قَامَ بِهَا كَثِيرُونَ حِينَ قَبِلُوا ٱلْحَقَّ؟‏

٤ هَلْ تَذْكُرُ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي قُمْتَ بِهَا حِينَ قَبِلْتَ ٱلْحَقَّ؟‏ كَثِيرُونَ مِنَّا تَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَاتٍ خَاطِئَةٍ.‏ (‏١ كو ٦:‏٩-‏١١‏)‏ وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي سَاعَدَنَا أَنْ نَقُومَ بِهٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏

٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حَسَبَ رُومَا ١٢:‏٢‏؟‏

٥ وَلٰكِنْ لَا يَكْفِي أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ جَيِّدًا لِئَلَّا يُغْرِيَنَا شَيْءٌ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا.‏ يُوصِينَا بُولُسُ:‏ «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ».‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ إِذًا عَلَيْنَا أَوَّلًا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنْ مُشَاكَلَةِ› هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ أَيِ ٱلتَّشَبُّهِ بِهِ.‏ ثَانِيًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ ‹نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا›،‏ أَيْ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا.‏

٦ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٢:‏٤٣-‏٤٥‏؟‏

٦ وَٱلتَّغْيِيرَاتُ ٱلَّتِي تَحَدَّثَ عَنْهَا بُولُسُ لَيْسَتْ ظَاهِرِيَّةً.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ تَغْيِيرٌ جَذْرِيٌّ أَمْ ظَاهِرِيٌّ؟‏‏».‏)‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَمُيُولَنَا.‏ لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ ٱلَّتِي أَقُومُ بِهَا لِأَتَمَثَّلَ بِٱلْمَسِيحِ ظَاهِرِيَّةٌ،‏ أَمْ إِنِّي أَتَغَيَّرُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟‏›.‏ تُعَلِّمُنَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٢:‏٤٣-‏٤٥ حَقِيقَةً مُهِمَّةً.‏ ‏(‏اقرأها.‏)‏ فَلَا يَكْفِي أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نُبَدِّلَهَا بِأَفْكَارِ ٱللهِ.‏

‏‹تَجَدَّدْ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكَ›‏

٧ كَيْفَ نَتَغَيَّرُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟‏

٧ هَلْ نَقْدِرُ فِعْلًا أَنْ نَتَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟‏ يُوصِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ‹أَنْ نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا،‏ وَنَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ›.‏ (‏اف ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إِذًا ٱلتَّغْيِيرُ مُمْكِنٌ.‏ لٰكِنَّهُ لَيْسَ سَهْلًا.‏ فَلَا يَكْفِي أَنْ نَضْبُطَ رَغَبَاتِنَا ٱلسَّيِّئَةَ وَنَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ ٱلْخَطَإِ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَتَجَدَّدَ فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَنَا›،‏ أَيْ نُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا.‏ وَيَشْمُلُ ذٰلِكَ أَنْ نُغَيِّرَ رَغَبَاتِنَا وَمُيُولَنَا وَدَوَافِعَنَا.‏ وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ جُهْدًا مُسْتَمِرًّا.‏

٨-‏٩ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱخْتِبَارُ أَخٍ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّغَيُّرِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ؟‏

٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَخٍ كَانَ عَنِيفًا وَسِكِّيرًا،‏ إِلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ وَٱعْتَمَدَ.‏ وَهٰذَا قَدَّمَ شَهَادَةً رَائِعَةً لِلنَّاسِ فِي بَلْدَتِهِ ٱلصَّغِيرَةِ.‏ وَلٰكِنْ ذَاتَ مَسَاءٍ بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ تَعَرَّضَ هٰذَا ٱلْأَخُ لِمَوْقِفٍ صَعْبٍ.‏ فَقَدْ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ رَجُلٌ سَكْرَانٌ وَتَحَدَّاهُ أَنْ يَتَشَاجَرَ مَعَهُ.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ ضَبَطَ ٱلْأَخُ نَفْسَهُ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ سَبَّ ٱلرَّجُلُ يَهْوَهَ،‏ فَقَدَ ٱلْأَخُ أَعْصَابَهُ.‏ فَخَرَجَ وَضَرَبَهُ.‏ فَمَعَ أَنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَاعَدَهُ أَنْ يَضْبُطَ مَيْلَهُ إِلَى ٱلْعُنْفِ،‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ قَدْ غَيَّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏

٩ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْأَخَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ.‏ (‏ام ٢٤:‏١٦‏)‏ بَلِ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ بِمُسَاعَدَةِ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَصَارَ فِي مَا بَعْدُ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَذَاتَ مَسَاءٍ،‏ وَاجَهَ أَمَامَ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مَوْقِفًا كَٱلَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ قَبْلَ سَنَوَاتٍ.‏ فَقَدْ رَأَى رَجُلًا سَكْرَانًا يَنْوِي أَنْ يَضْرِبَ أَحَدَ ٱلشُّيُوخِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ؟‏ تَحَدَّثَ مَعَهُ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ وَهَدَّأَهُ ثُمَّ رَافَقَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْأَخَ غَيَّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.‏ فَهُوَ تَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَصَارَ رَجُلًا مُسَالِمًا وَمُتَوَاضِعًا.‏ وَهٰذَا جَلَبَ ٱلْإِكْرَامَ لِيَهْوَهَ.‏

١٠ إِلَامَ نَحْتَاجُ كَيْ نَتَغَيَّرَ؟‏

١٠ لَا تَحْدُثُ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ بِسُرْعَةٍ وَلَا بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ.‏ فَهِيَ تَحْتَاجُ إِلَى جُهْدٍ كَبِيرٍ عَلَى مَدَى سَنَوَاتٍ.‏ (‏٢ بط ١:‏٥‏)‏ فَلَا يَكْفِي أَنْ نَعْرِفَ ٱلْحَقَّ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَتَغَيَّرَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ خُطُوَاتٍ ضَرُورِيَّةٍ.‏

كَيْفَ تُغَيِّرُ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِكَ؟‏

١١ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ أَنْ نُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِنَا؟‏

١١ أَوَّلُ خُطْوَةٍ هِيَ ٱلصَّلَاةُ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِثْلَ دَاوُدَ:‏ «قَلْبًا نَقِيًّا ٱخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ،‏ وَرُوحًا ثَابِتًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي».‏ (‏مز ٥١:‏١٠‏)‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِحَاجَتِنَا إِلَى تَغْيِيرِ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا وَنَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱللهِ.‏ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَنَا؟‏ لِنَتَذَكَّرْ وَعْدَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُعَانِدِينَ أَيَّامَ حَزْقِيَالَ.‏ قَالَ:‏ «أُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا،‏ وَأَضَعُ فِي دَاخِلِهِمْ رُوحًا جَدِيدَةً .‏ .‏ .‏ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا مِنْ لَحْمٍ»،‏ أَيْ قَلْبًا يَتَجَاوَبُ مَعَ إِرْشَادِ ٱللهِ.‏ (‏حز ١١:‏١٩‏)‏ وَمِثْلَمَا سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ هُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَاعِدَنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏

١٢-‏١٣ ‏(‏أ)‏ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١١٩:‏٥٩‏،‏ بِمَ يَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟‏

١٢ اَلْخُطْوَةُ ٱلثَّانِيَةُ هِيَ ٱلتَّأَمُّلُ.‏ فَفِيمَا نَقْرَأُ كَلِمَةَ ٱللهِ كُلَّ يَوْمٍ،‏ لِنُفَكِّرْ جَيِّدًا مَا هِيَ ٱلْمَشَاعِرُ وَٱلْأَفْكَارُ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ إِلَى تَغْيِيرِهَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١١٩:‏٥٩؛‏ عب ٤:‏١٢؛‏ يع ١:‏٢٥‏)‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ هَلْ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى أَفْكَارِ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ ثُمَّ نَعْتَرِفَ بِضَعَفَاتِنَا وَنَجْتَهِدَ لِنَتَخَلَّصَ مِنْهَا.‏

١٣ مَثَلًا،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ هَلْ لَدَيَّ شَيْءٌ مِنَ ٱلْغَيْرَةِ وَٱلْحَسَدِ؟‏ (‏١ بط ٢:‏١‏)‏ هَلْ أَتَكَبَّرُ وَلَوْ قَلِيلًا بِسَبَبِ جِنْسِيَّتِي أَوْ ثَقَافَتِي أَوْ مَرْكَزِي ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ؟‏ (‏ام ١٦:‏٥‏)‏ هَلْ أَعْتَبِرُ ٱلنَّاسَ أَدْنَى مِنِّي إِذَا كَانُوا مِنْ عِرْقٍ آخَرَ أَوْ لَا يَمْلِكُونَ مَا أَمْلِكُ؟‏ (‏يع ٢:‏٢-‏٤‏)‏ هَلْ أَنْجَذِبُ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمُغْرِيَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَهَلْ أَمِيلُ إِلَى ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَوِ ٱلْعَنِيفَةِ؟‏ (‏مز ٩٧:‏١٠؛‏ ١٠١:‏٣؛‏ عا ٥:‏١٥‏)‏ تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةُ أَنْ نُحَدِّدَ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ يَجِبُ أَنْ نُحَسِّنَهَا.‏ وَعِنْدَمَا نَنْزِعُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْخَاطِئَةَ مِنْ عُقُولِنَا،‏ نُرْضِي أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ —‏ مز ١٩:‏١٤‏.‏

١٤ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ؟‏

١٤ اَلْخُطْوَةُ ٱلثَّالِثَةُ هِيَ ٱخْتِيَارُ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ.‏ فَنَحْنُ نَتَأَثَّرُ كَثِيرًا بِأَصْدِقَائِنَا.‏ (‏ام ١٣:‏٢٠‏)‏ وَفِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ،‏ يُحِيطُ بِنَا عُمُومًا أَشْخَاصٌ مِنَ ٱلْعَالَمِ يُشَجِّعُونَنَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُمْ.‏ أَمَّا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ فَنَجِدُ أَفْضَلَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلَّذِينَ يُشَجِّعُونَنَا «عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ».‏ —‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

قَوِّ إِيمَانَكَ

١٥-‏١٦ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟‏

١٥ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مُصَمِّمٌ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا.‏ لِذَا يَسْتَعْمِلُ أَفْكَارًا وَحُجَجًا بَاطِلَةً كَيْ يَجْعَلَنَا نُشَكِّكُ فِي مَا تَقُولُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ،‏ فَلَا تَعُودُ تُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا.‏

١٦ فَٱلشَّيْطَانُ لَا يَزَالُ يَطْرَحُ نَفْسَ ٱلسُّؤَالِ ٱلَّذِي طَرَحَهُ عَلَى حَوَّاءَ:‏ ‏«أَحَقًّا قَالَ ٱللهُ .‏ .‏ .‏؟‏».‏ (‏تك ٣:‏١‏)‏ فَفِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ غَالِبًا مَا نَسْمَعُ أَسْئِلَةً مِثْلَ:‏ ‏‹أَحَقًّا لَا يُوَافِقُ ٱللهُ عَلَى زَوَاجِ ٱلْمِثْلِيِّينَ؟‏ أَحَقًّا لَا يُرِيدُ ٱللهُ أَنْ تَحْتَفِلَ بِعِيدِ مِيلَادِكَ أَوْ عِيدِ مِيلَادِ يَسُوعَ؟‏ أَحَقًّا يَمْنَعُكَ إِلٰهُكَ عَنْ نَقْلِ ٱلدَّمِ؟‏ أَحَقًّا يُرِيدُ ٱللهُ أَنْ تَقْطَعَ عَلَاقَتَكَ بِأَصْدِقَائِكَ وَأَقْرِبَائِكَ ٱلْمَفْصُولِينَ؟‏›.‏

١٧ مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا طُرِحَتْ عَلَيْنَا أَسْئِلَةٌ تُشَكِّكُ فِي مُعْتَقَدَاتِنَا،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ حَسَبَ كُولُوسِّي ٢:‏٦،‏ ٧‏؟‏

١٧ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُقْتَنِعِينَ بِمُعْتَقَدَاتِنَا.‏ فَإِذَا بَقِيَتْ فِي فِكْرِنَا أَسْئِلَةٌ مُهِمَّةٌ بِلَا جَوَابٍ،‏ فَقَدْ تَتَحَوَّلُ إِلَى شُكُوكٍ خَطِيرَةٍ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ تُشَوِّشُ هٰذِهِ ٱلشُّكُوكُ تَفْكِيرَنَا وَتَقْضِي عَلَى إِيمَانِنَا.‏ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذًا؟‏ تُوصِينَا كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ نَتَأَكَّدَ نَحْنُ بِأَنْفُسِنَا ‏«مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ».‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ فَحِينَ نَدْرُسُ بِٱنْتِظَامٍ،‏ نَتَأَكَّدُ أَنَّ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَحِيحَةٌ وَمَبَادِئَهُ صَائِبَةٌ.‏ وَهٰكَذَا نَصِيرُ أَقْوِيَاءَ وَثَابِتِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ مِثْلَ شَجَرَةٍ جُذُورُهَا قَوِيَّةٌ وَثَابِتَةٌ.‏ —‏ اقرأ كولوسي ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٨ كَيْفَ نَتَخَلَّصُ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٨ لَا أَحَدَ يَقْدِرُ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَكَ بَدَلًا مِنْكَ.‏ لِذَا صَمِّمْ أَنْ تُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِكَ.‏ صَلِّ دَائِمًا وَٱطْلُبِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ تَأَمَّلْ فِي أَفْكَارِكَ وَدَوَافِعِكَ وَدَاوِمْ عَلَى فَحْصِهَا.‏ وَٱخْتَرْ أَصْدِقَاءَ جِيِّدِينَ يُسَاعِدُونَكَ أَنْ تُغَيِّرَ تَفْكِيرَكَ.‏ وَهٰكَذَا تَتَخَلَّصُ مِنْ سُمُومِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَهْدِمُ «أَفْكَارًا وَكُلَّ شَامِخٍ يُرْفَعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللهِ».‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٠ صَلَاةُ ٱلِٱنْتِذَارِ

^ ‎الفقرة 5‏ تَرْبِيَتُنَا وَحَضَارَتُنَا وَثَقَافَتُنَا تُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا سَلْبِيًّا أَوْ إِيجَابِيًّا.‏ فَنُلَاحِظُ أَحْيَانًا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمُيُولِ ٱلْخَاطِئَةِ صَارَتْ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ شَخْصِيَّتِنَا.‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ سَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَخَلَّصُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُيُولِ.‏