الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كيف تحمي نفسك من فخ شيطاني خطير؟‏

كيف تحمي نفسك من فخ شيطاني خطير؟‏

بَيْنَمَا يُوشِكُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَعْبُرُوا نَهْرَ ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ يَأْتِي إِلَيْهِمْ ضُيُوفٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعِينَ:‏ نِسَاءٌ أَجْنَبِيَّاتٌ يَدْعُونَ ٱلرِّجَالَ إِلَى وَلِيمَةٍ.‏ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى،‏ تَبْدُو فُرْصَةً لَا تُعَوَّضُ لِلتَّعَرُّفِ بِأَصْدِقَاءَ جُدُدٍ،‏ ٱلرَّقْصِ،‏ وَأَكْلِ طَعَامٍ لَذِيذٍ.‏ لِذٰلِكَ،‏ مَعَ أَنَّ شَرِيعَةَ ٱللهِ تَخْتَلِفُ عَنْ عَادَاتِ هٰؤُلَاءِ ٱلنِّسَاءِ وَأَخْلَاقِهِنَّ،‏ رُبَّمَا يَقُولُ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ فِي أَنْفُسِهِمْ:‏ ‹لَنْ نَدَعَ شَيْئًا يُؤَثِّرُ عَلَيْنَا،‏ سَنَكُونُ مُنْتَبِهِينَ›.‏

وَلٰكِنْ مَاذَا حَدَثَ؟‏ «اِبْتَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَفْسُقُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ».‏ حَتَّى إِنَّهُمْ سَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ،‏ تَمَامًا مِثْلَمَا أَرَادَتْ أُولٰئِكَ ٱلنِّسَاءُ.‏ «فَٱحْتَدَمَ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَى إِسْرَائِيلَ».‏ —‏ عد ٢٥:‏١-‏٣‏.‏

لَقَدْ كَسَرَ أُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَصِيَّتَيْنِ فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ إِذْ سَجَدُوا لِلْأَصْنَامِ وَٱرْتَكَبُوا ٱلْعَهَارَةَ.‏ فَمَاتَ آلَافٌ مِنْهُمْ نَتِيجَةَ عِصْيَانِهِمْ.‏ (‏خر ٢٠:‏٤،‏ ٥،‏ ١٤؛‏ تث ١٣:‏٦-‏٩‏)‏ وَهٰكَذَا ضَيَّعُوا فُرْصَةَ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ وَهُمْ عَلَى عَتَبَتِهَا.‏ —‏ عد ٢٥:‏٥،‏ ٩‏.‏

قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا،‏ وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ (‏١ كو ١٠:‏٧-‏١١‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ فَرِحَ جِدًّا حِينَ ٱرْتَكَبَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً مَنَعَتْهُمْ مِنْ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ وَهُوَ يَسْعَى لِيَمْنَعَنَا نَحْنُ أَيْضًا مِنْ دُخُولِ عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَنْتَبِهَ لِهٰذَا ٱلتَّحْذِيرِ!‏

فَخٌّ خَطِيرٌ

يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱصْطِيَادَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ مُسْتَخْدِمًا فِخَاخًا أُثْبِتَتْ فَعَّالِيَّتُهَا.‏ فَمِثْلَمَا نَجَحَ فِي ٱصْطِيَادِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا عَنْ طَرِيقِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ،‏ يَسْتَخْدِمُ ٱلْيُوْمَ فَخَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ لِيَجُرَّنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏

وَٱلْآنَ،‏ أَصْبَحَ بِٱلْإِمْكَانِ مُشَاهَدَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ سِرًّا.‏ فَقَبْلَ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ كَانَ عَلَى مَنْ يَرْغَبُ فِي مُشَاهَدَتِهَا أَنْ يَذْهَبَ إِلَى صَالَاتٍ تَعْرِضُ أَفْلَامًا فَاضِحَةً،‏ أَوْ إِلَى مَكْتَبَاتٍ تَبِيعُ كُتُبًا مِنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ.‏ وَقَدِ ٱمْتَنَعَ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلذَّهَابِ إِلَى تِلْكَ ٱلْأَمَاكِنِ خَوْفًا عَلَى سُمْعَتِهِمْ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَتَتَوَفَّرُ ٱلْمَوَادُّ ٱلْإِبَاحِيَّةُ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت.‏ وَهٰذَا يَجْعَلُهَا فِي مُتَنَاوَلِ ٱلنَّاسِ فِي عَمَلِهِمْ،‏ سَيَّارَاتِهِمْ،‏ وَبُيُوتِهِمْ.‏

كَمَا أَنَّ ٱلْأَجْهِزَةَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ ٱلْمَحْمُولَةَ سَهَّلَتِ ٱلْوُصُولَ إِلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏ فَأَصْبَحَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاسِ أَنْ يُشَاهِدُوهَا عَلَى شَاشَاتِ أَجْهِزَتِهِمْ فِيمَا يَمْشُونَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ أَوْ يَتَنَقَّلُونَ فِي ٱلْبَاصَاتِ وَٱلْقِطَارَاتِ.‏

نَتِيجَةً لِذٰلِكَ تَتَفَشَّى ٱلْمَوَادُّ ٱلْإِبَاحِيَّةُ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ.‏ وَبِسَبَبِهَا يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلزَّوْجِيَّةِ وَعَذَابِ ٱلضَّمِيرِ،‏ كَمَا يَفْقِدُونَ ٱحْتِرَامَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ.‏ وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُمْ يَخْسَرُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِٱللهِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا.‏ فَفِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ تُسَبِّبُ جُرُوحًا نَفْسِيَّةً لَا تُشْفَى بِسُرْعَةٍ،‏ وَيُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَ وَرَاءَهَا نُدُوبًا دَائِمَةً.‏

يُوَفِّرُ لَنَا يَهْوَهُ ٱلْحِمَايَةَ مِنْ هٰذَا ٱلْفَخِّ ٱلشَّيْطَانِيِّ.‏ وَلٰكِنْ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِمَايَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُطِيعَ قَوْلَهُ›،‏ عَلَى عَكْسِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ (‏خر ١٩:‏٥‏)‏ فَيَهْوَهُ يَكْرَهُ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ.‏ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ؟‏

اِكْرَهِ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ

أَعْطَى ٱللهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شَرَائِعَ تَخْتَلِفُ عَنْ شَرَائِعِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى آنَذَاكَ.‏ وَقَدْ كَانَتْ مِثْلَ سِيَاجٍ يَحْمِيهِمْ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلشُّعُوبِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ.‏ (‏تث ٤:‏٦-‏٨‏)‏ كَمَا أَوْضَحَتْ لَهُمْ حَقِيقَةً مُهِمَّةً:‏ إِنَّ يَهْوَهَ يَكْرَهُ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ.‏

فَعِنْدَمَا عَدَّدَ يَهْوَهُ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ لِلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ أَوْصَاهُمْ قَائِلًا:‏ «مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ ٱلَّتِي أُدْخِلُكُمْ إِلَيْهَا لَا تَعْمَلُوا .‏ .‏ .‏ تَنَجَّسَتِ ٱلْأَرْضُ،‏ لِذٰلِكَ أُعَاقِبُهَا عَلَى ذَنْبِهَا».‏ فَقَدْ رَأَى يَهْوَهُ،‏ إِلٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدُّوسُ،‏ أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاةِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ مُقْرِفَةٌ.‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱعْتَبَرَ أَرْضَهُمْ نَجِسَةً،‏ أَيْ مُلَوَّثَةً،‏ بِسَبَبِهَا.‏ —‏ لا ١٨:‏٣،‏ ٢٥‏.‏

وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ عَاقَبَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ،‏ لَمْ تَتَوَقَّفِ ٱلشُّعُوبُ ٱلْأُخْرَى عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ فَبَعْدَ ٥٠٠‏,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا،‏ قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَسْطَهُمْ:‏ «إِذْ فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ،‏ أَسْلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى ٱلْفُجُورِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّجَاسَةِ بِجَشَعٍ».‏ (‏اف ٤:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُمَارِسُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْفُجُورَ.‏ لِذٰلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مُشَاهَدَةَ ٱلسُّلُوكِ ٱلْفَاسِدِ لِهٰذَا ٱلْعَالَمِ.‏

إِنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تُهِينُ ٱللهَ.‏ فَقَدْ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ عَلَى صُورَتِهِ وَشَبَهِهِ،‏ وَغَرَسَ فِيهِمْ إِحْسَاسًا بِٱلصَّحِّ وَٱلْغَلَطِ.‏ كَمَا أَعْرَبَ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ حِينَ وَضَعَ قُيُودًا مَعْقُولَةً عَلَى ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ.‏ فَقَدْ قَصَدَ أَنْ تَجْلُبَ ٱلْمُتْعَةَ لِلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ ضِمْنَ ٱلزَّوَاجِ فَقَطْ.‏ (‏تك ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ام ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لِذَا فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يُنْتِجُونَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ،‏ أَوْ يُشَجِّعُونَ عَلَى مُشَاهَدَتِهَا،‏ يَتَجَاهَلُونَ تَمَامًا مَبَادِئَ يَهْوَهَ،‏ وَبِٱلتَّالِي يُهِينُونَهُ.‏ وَٱللهُ سَيَدِينُ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ.‏ —‏ رو ١:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ أَوْ يَقْرَأُونَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ عَمْدًا؟‏ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهَا مُجَرَّدُ تَسْلِيَةٍ بَرِيئَةٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ يَدْعَمُونَ ٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ،‏ وَلَوْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُوضِحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ عُبَّادَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْرَهُوا ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ كُرْهًا شَدِيدًا،‏ إِذْ يُوصِيهِمْ:‏ «يَا مُحِبِّي يَهْوَهَ،‏ أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ».‏ —‏ مز ٩٧:‏١٠‏.‏

وَلٰكِنْ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ.‏ فَلِأَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ نُحَارِبُ أَحْيَانًا رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً خَاطِئَةً.‏ كَمَا أَنَّ قَلْبَنَا ٱلنَّاقِصَ قَدْ يُبَرِّرُ لَنَا مُشَاهَدَةَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ رَبِحَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ أَصْبَحُوا مَسِيحِيِّينَ هٰذَا ٱلصِّرَاعَ.‏ وَهٰذَا سَيُشَجِّعُكَ إِذَا كُنْتَ تُحَارِبُ ضَعْفًا مُمَاثِلًا.‏ لَاحِظْ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ تَتَجَنَّبَ فَخَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ ٱلَّذِي يَضَعُهُ ٱلشَّيْطَانُ.‏

اُطْرُدِ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ بِسُرْعَةٍ

كَمَا رَأَيْنَا،‏ ٱنْقَادَ إِسْرَائِيلِيُّونَ عَدِيدُونَ لِلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ مَا أَدَّى بِهِمْ إِلَى كَارِثَةٍ.‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَصِحُّ ٱلْيَوْمَ.‏ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «كُلُّ وَاحِدٍ يُمْتَحَنُ إِذَا ٱجْتَذَبَتْهُ وَأَغْرَتْهُ شَهْوَتُهُ.‏ ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً».‏ (‏يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَعِنْدَمَا يَسْمَحُ ٱلشَّخْصُ لِلرَّغْبَةِ ٱلْخَاطِئَةِ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ،‏ يُصْبِحُ مُعَرَّضًا لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ لِذٰلِكَ ٱطْرُدِ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ وَلَا تَدَعْهَا تُعَشِّشُ فِي عَقْلِكَ.‏

فَإِذَا رَاوَدَتْكَ أَفْكَارٌ نَجِسَةٌ،‏ فَٱتَّخِذْ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ .‏ .‏ .‏ وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ».‏ (‏مت ١٨:‏٨،‏ ٩‏)‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يُشَجِّعُ عَلَى بَتْرِ ٱلْأَعْضَاءِ،‏ بَلْ عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ وَحَازِمٍ لِإِزَالَةِ سَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ.‏ فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ نَصِيحَتُهُ هٰذِهِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ؟‏

إِذَا صَادَفَتْكَ مَوَادُّ إِبَاحِيَّةٌ،‏ فَلَا تَقُلْ:‏ ‹لَنْ أَدَعَهَا تُؤَثِّرُ عَلَيَّ،‏ سَأَكُونُ مُنْتَبِهًا›.‏ بَلْ حَوِّلْ نَظَرَكَ فَوْرًا.‏ أَطْفِئِ ٱلتِّلِفِزْيُونَ،‏ ٱلْكُمْبْيُوتِرَ،‏ أَوِ ٱلْجِهَازَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ حَالًا.‏ وَرَكِّزْ عَلَى أَفْكَارٍ طَاهِرَةٍ.‏ فَهٰذَا سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي تَفْكِيرِكَ،‏ بَدَلَ أَنْ تَدَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ.‏

مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا رَاوَدَتْكَ ذِكْرَيَاتٌ فَاسِدَةٌ؟‏

مَاذَا إِذَا تَوَقَّفْتَ عَنْ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ،‏ وَلٰكِنْ ظَلَّتِ ٱلذِّكْرَيَاتُ تُرَاوِدُكَ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ؟‏ بِمَا أَنَّ ٱلصُّوَرَ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تَنْطَبِعُ فِي ذَاكِرَتِكَ فَتْرَةً طَوِيلَةً،‏ فَقَدْ تَخْطُرُ فَجْأَةً عَلَى بَالِكَ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ قَدْ تَشْعُرُ بِرَغْبَةٍ قَوِيَّةٍ أَنْ تَفْعَلَ أَمْرًا نَجِسًا مِثْلَ ٱلْعَادَةِ ٱلسِّرِّيَّةِ.‏ فَخُذْ هٰذَا ٱلِٱحْتِمَالَ فِي ٱلْحُسْبَانِ،‏ وَٱسْتَعِدَّ لِمُحَارَبَةِ تِلْكَ ٱلْأَفْكَارِ.‏

قَوِّ تَصْمِيمَكَ أَنْ تُرْضِيَ ٱللهَ بِتَفْكِيرِكَ وَتَصَرُّفَاتِكَ.‏ تَمَثَّلْ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ».‏ (‏١ كو ٩:‏٢٧‏)‏ فَلَا تَدَعِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلنَّجِسَةَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ،‏ بَلِ ٱتْبَعِ ٱلْوَصِيَّةَ:‏ «غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ،‏ لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ».‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ لَنْ تَفْرَحَ حِينَ تَتْبَعُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ،‏ بَلْ حِينَ تُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏

لَنْ تَفْرَحَ حِينَ تَتْبَعُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ،‏ بَلْ حِينَ تُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ

اِحْفَظْ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَفَكِّرْ فِيهَا حِينَ تُرَاوِدُكَ فِكْرَةٌ فَاسِدَةٌ.‏ فَآيَاتٌ مِثْلُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:‏٣٧؛‏ إِشَعْيَا ٥٢:‏١١؛‏ مَتَّى ٥:‏٢٨؛‏ أَفَسُس ٥:‏٣؛‏ كُولُوسِّي ٣:‏٥‏؛‏ وَ ١ تَسَالُونِيكِي ٤:‏٤-‏٨ سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَبَنَّى رَأْيَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ،‏ وَتَفْهَمَ مَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ.‏

وَمَاذَا لَوْ شَعَرْتَ أَحْيَانًا بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي أَنْ تُشَاهِدَ مَوَادَّ فَاسِدَةً أَوْ تُفَكِّرَ فِيهَا؟‏ اِتْبَعْ بِدِقَّةٍ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ،‏ ظَلَّ ٱلشَّيْطَانُ يُجَرِّبُهُ.‏ لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ يُقَاوِمُ هٰذِهِ ٱلتَّجَارِبَ،‏ مُقْتَبِسًا آيَةً تِلْوَ أُخْرَى.‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!‏»،‏ فَتَرَكَهُ.‏ (‏مت ٤:‏١-‏١١‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَسْعَى ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ لِيُدْخِلَا ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ إِلَى عَقْلِكَ.‏ فَٱسْتَمِرَّ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تَرْبَحَ ٱلصِّرَاعَ ضِدَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ وَتَغْلِبَ عَدُوَّكَ.‏

صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَأَطِعْهُ

صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ دَائِمًا وَٱتَّكِلْ عَلَيْهِ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ.‏ وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَسَلَامُ ٱللهِ سَيُسَاعِدُكَ فِي حَرْبِكَ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ وَحِينَ تَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَهَ،‏ «يَقْتَرِبُ إِلَيْكَ».‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

وَمَا مِنْ حِمَايَةٍ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَكُونَ سَيِّدُ ٱلْكَوْنِ إِلَى جَانِبِكَ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «حَاكِمُ ٱلْعَالَمِ آتٍ.‏ وَلَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ».‏ (‏يو ١٤:‏٣٠‏)‏ وَلِمَ كَانَ وَاثِقًا إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ؟‏ ذَكَرَ:‏ «اَلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي.‏ لَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي،‏ لِأَنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».‏ (‏يو ٨:‏٢٩‏)‏ وَيَهْوَهُ لَنْ يَتْرُكَكَ أَنْتَ أَيْضًا فِيمَا تَسْعَى لِتُرْضِيَهُ.‏ صَمِّمْ إِذًا أَنْ تَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ،‏ وَهٰكَذَا لَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَكَ فِي شَرَكِهِ.‏