الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏‹ما سمعتَه استودعْه اناسا امناء›‏

‏‹ما سمعتَه استودعْه اناسا امناء›‏

‏«مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي .‏ .‏ .‏ ٱسْتَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ يَكُونُونَ هُمْ أَيْضًا أَهْلًا لِيُعَلِّمُوا آخَرِينَ».‏ —‏ ٢ تي ٢:‏٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٣،‏ ٥٣

١،‏ ٢ كَمْ مُهِمٌّ هُوَ ٱلْعَمَلُ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ؟‏

غَالِبًا مَا يَسْأَلُ ٱلنَّاسُ أَثْنَاءَ ٱلتَّعَارُفِ:‏ «مَاذَا تَشْتَغِلُ؟‏».‏ وَهُمْ يَقِيسُونَ أَهَمِّيَّتَهُمْ بِأَهَمِّيَّةِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَقُومُونَ بِهِ.‏

٢ وَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱعْتَادَ ٱلنَّاسُ أَنْ يُلَقِّبُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَفْقًا لِمِهْنَتِهِمْ.‏ فَنَقْرَأُ عَنْ «مَتَّى جَابِي ٱلضَّرَائِبِ»،‏ ‹سِمْعَانَ ٱلدَّبَّاغِ›،‏ وَ «لُوقَا ٱلطَّبِيبِ ٱلْحَبِيبِ».‏ (‏مت ١٠:‏٣؛‏ اع ١٠:‏٦؛‏ كو ٤:‏١٤‏)‏ كَمَا لُقِّبَ آخَرُونَ بِحَسَبِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ فَنَقْرَأُ عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ،‏ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا،‏ وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ وَمِثْلَمَا قَدَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ نَحْنُ أَيْضًا تَعْيِينَاتِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏

٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلشَّبَابَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ كَثِيرُونَ مِنَّا يُحِبُّونَ تَعْيِينَاتِهِمْ،‏ وَيَرْغَبُونَ أَلَّا يَتَوَقَّفُوا يَوْمًا عَنْ أَدَائِهَا.‏ وَلٰكِنْ لِلْأَسَفِ يَكْبُرُ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ فلَا يَعُودُونَ قَادِرِينَ عَلَى إِنْجَازِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ كَمَا فِي ٱلسَّابِقِ.‏ لِذٰلِكَ يَحِلُّ مَحَلَّهُمْ إِخْوَةٌ أَصْغَرُ سِنًّا.‏ (‏جا ١:‏٤‏)‏ لٰكِنَّ ٱنْتِقَالَ ٱلتَّعْيِينَاتِ خَلَقَ مُؤَخَّرًا تَحَدِّيَاتٍ لِشَعْبِ يَهْوَهَ.‏ فَعَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ فِي نُمُوٍّ مُسْتَمِرٍّ،‏ وَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تَسْتَخْدِمُ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا ٱلْحَدِيثَةَ لِبُلُوغِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ أَمَّا إِخْوَتُنَا ٱلْمُسِنُّونَ،‏ فيَجِدُ بَعْضُهُمْ صُعُوبَةً فِي مُجَارَاةِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ.‏ (‏لو ٥:‏٣٩‏)‏ كَمَا أَنَّ قُوَّتَهُمْ تَضْعُفُ فِيمَا يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلسِّنِّ.‏ (‏ام ٢٠:‏٢٩‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُدَرَّبَ ٱلشُّبَّانُ بِمَحَبَّةٍ كَيْ يَتَحَمَّلُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٧١:‏١٨‏.‏

٤ لِمَ لَا يُفَوِّضُ ٱلْبَعْضُ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ:‏ «‏ لِمَ يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُفَوِّضُوا ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏‏».‏)‏

٤ إِلَّا أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ يَسْتَصْعِبُونَ تَفْوِيضَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلشُّبَّانِ.‏ فَبَعْضُهُمْ يَخَافُ أَنْ يَخْسَرَ تَعْيِينَهُ.‏ أَمَّا آخَرُونَ فَيَخَافُونَ أَنْ تَخْرُجَ ٱلْأُمُورُ عَنْ سَيْطَرَتِهِمْ،‏ وَهُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا لَنْ يُنْجِزُوا ٱلْمُهِمَّاتِ كَمَا يَجِبُ.‏ وَهُنَاكَ مَنْ يَقُولُ أَنْ لَا وَقَتَ لَدَيْهِ لِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلشَّبَابُ بِٱلصَّبْرِ عِنْدَمَا لَا يُعْطَوْنَ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.‏

٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٥ فَكَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلْإِخْوَةَ ٱلشَّبَابَ عَلَى تَوَلِّي مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةٍ؟‏ وَلِمَ هٰذَا مُهِمٌّ جِدًّا؟‏ (‏٢ تي ٢:‏٢‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لِمَ عَلَى ٱلشُّبَّانِ أَنْ يَحْتَرِمُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَكْثَرَ خِبْرَةً،‏ فِيمَا يَعْمَلُونَ مَعَهُمْ وَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ؟‏ سَنُجِيبُ فِي ٱلْمَقَالَةِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏ وَلٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا كَيْفَ هَيَّأَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ ٱبْنَهُ لِتَوَلِّي مَسْؤُولِيَّةٍ مُهِمَّةٍ.‏

دَاوُدُ دَعَمَ سُلَيْمَانَ

٦ مَاذَا أَرَادَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَنْ يَفْعَلَ،‏ وَلٰكِنْ بِمَ أَجَابَهُ يَهْوَهُ؟‏

٦ قَضَى دَاوُدُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً هَارِبًا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ.‏ وَلٰكِنْ لَمَّا أَصْبَحَ مَلِكًا،‏ تَغَيَّرَتْ حَيَاتَهُ كُلِّيًّا.‏ فَٱسْتَقَرَّ وَسَكَنَ فِي بَيْتٍ مُرِيحٍ.‏ إِلَّا أَنَّ سَعَادَتَهُ لَمْ تَكْتَمِلْ.‏ فَهُوَ،‏ كَمَا قَالَ لِنَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ،‏ «سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ،‏ وَتَابُوتُ عَهْدِ يَهْوَهَ تَحْتَ ٱلشُّقَقِ [أَيِ فِي خَيْمَةٍ]».‏ لِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ هَيْكَلًا لِيَهْوَهَ.‏ فَأَجَابَهُ نَاثَانُ:‏ «اِفْعَلْ كُلَّ مَا فِي قَلْبِكَ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ مَعَكَ».‏ وَلٰكِنْ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ.‏ لِذَا طَلَبَ مِنْ نَاثَانَ أَنْ يُخْبِرَ دَاوُدَ:‏ «لَسْتَ أَنْتَ ٱلَّذِي تَبْنِي لِي بَيْتًا لِلسُّكْنَى».‏ فَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُبَارَكَتِهِ،‏ أَوْكَلَ إِلَى سُلَيْمَانَ مَسْؤُولِيَّةَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ؟‏ —‏ ١ اخ ١٧:‏١-‏٤،‏ ٨،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ ٢٩:‏١‏.‏

٧ مَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ حِينَ تَلَقَّى تَوْجِيهَ يَهْوَهَ؟‏

٧ لَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلرَّدَّ خَيَّبَ أَمَلَ دَاوُدَ كَثِيرًا.‏ فَقَدْ أَرَادَ بِشِدَّةٍ أَنْ يَبْنِيَ هَيْكَلًا لِيَهْوَهَ.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ دَعَمَ كَامِلًا ٱلْمَشْرُوعَ ٱلَّذِي سَيُشْرِفُ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ.‏ فَنَظَّمَ ٱلْعُمَّالَ،‏ وَجَمَعَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَٱلنُّحَاسَ وَٱلْحَدِيدَ وَخَشَبَ ٱلْأَرْزِ.‏ وَلَمْ يُبَالِ أَنَّ ٱلْفَضْلَ سَيَرْجِعُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَأَنَّ ٱلْهَيْكَلَ سَيُدْعَى بِٱسْمِهِ.‏ بَلْ شَجَّعَهُ قَائِلًا:‏ «اَلْآنَ يَا ٱبْنِي،‏ لِيَكُنْ يَهْوَهُ مَعَكَ فَتَنْجَحَ وَتَبْنِيَ بَيْتَ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ،‏ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْكَ».‏ —‏ ١ اخ ٢٢:‏١١،‏ ١٤-‏١٦‏.‏

٨ لِمَاذَا شَعَرَ دَاوُدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ سُلَيْمَانَ غَيْرُ مُؤَهَّلٍ،‏ وَمَاذَا فَعَلَ رَغْمَ ذٰلِكَ؟‏

٨ اقرأ ١ اخبار الايام ٢٢:‏٥‏.‏ رُبَّمَا شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّ سُلَيْمَانَ غَيْرُ مُؤَهَّلٍ لِلْإِشْرَافِ عَلَى مَشْرُوعٍ بِهٰذِهِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَٱلْهَيْكَلُ كَانَ «عَظِيمًا لِلْغَايَةِ»،‏ وَسُلَيْمَانُ ‹صَغِيرًا› وَبِلَا خِبْرَةٍ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ وَثِقَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُ ٱبْنَهُ عَلَى إِنْجَازِ ٱلْعَمَلِ.‏ أَمَّا هُوَ،‏ فَفَعَلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ لِيَدْعَمَهُ،‏ وَهَيَّأَ كَمِّيَّةً كَبِيرَةً مِنْ مَوَادِّ ٱلْبِنَاءِ.‏

اِفْرَحْ بِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ

مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنْ نَرَى ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا يَتَوَلَّوْنَ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.‏)‏

٩ لِمَ يَفْرَحُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا حِينَ يُسَلِّمُونَ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ إِلَى ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

٩ نُدْرِكُ جَمِيعًا أَنَّ عَمَلَ يَهْوَهَ هُوَ أَهَمُّ عَمَلٍ ٱلْيَوْمَ.‏ وَمَا يُسَاعِدُ عَلَى إِنْجَازِهِ هُوَ تَدْرِيبُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ لِذَا لَا يَحْزَنُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا حِينَ يُسَلِّمُونَهُمْ بَعْضًا مِنْ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ.‏ بَلْ يَفْرَحُونَ كَثِيرًا بِتَدْرِيبِهِمْ وَبِرُؤْيَتِهِمْ يَتَوَلَّوْنَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَبًا يُعَلِّمُ ٱبْنَهُ قِيَادَةَ ٱلسَّيَّارَةِ.‏ فَٱلِٱبْنُ فِي صِغَرِهِ يَكْتَفِي بِمُرَاقَبَةِ أَبِيهِ.‏ ثُمَّ عِنْدَمَا يَكْبُرُ قَلِيلًا،‏ يُوضِحُ لَهُ أَبُوهُ مَا يَقُومُ بِهِ خُطْوَةً فَخُطْوَةً.‏ وَلَاحِقًا،‏ يَحْصُلُ ٱلِٱبْنُ عَلَى ٱلرُّخْصَةِ وَيَبْدَأُ بِقِيَادَةِ ٱلسَّيَّارَةِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَسْتَمِرُّ ٱلْأَبُ فِي تَقْدِيمِ ٱلنُّصْحِ لَهُ.‏ وَأَحْيَانًا يَتَنَاوَبَانِ عَلَى ٱلْقِيَادَةِ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَتَقَدَّمُ ٱلْأَبُ فِي ٱلسِّنِّ،‏ يَتَوَلَّى ٱلِٱبْنُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ مُعْظَمَ ٱلْوَقْتِ.‏ فَهَلْ يَحْزَنُ ٱلْأَبُ ٱلْحَكِيمُ وَيَشْعُرُ أَنَّهُ يَفْقِدُ ٱلسَّيْطَرَةَ؟‏ طَبْعًا لَا،‏ بَلْ يَفْرَحُ أَنَّ ٱبْنَهُ يُقَدِّمُ لَهُ هٰذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَشْعُرُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا بِٱلْفَخْرِ حِينَ يَتَوَلَّى ٱلشُّبَّانُ ٱلَّذِينَ دَرَّبُوهُمْ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثِيُوقْرَاطِيَّةً.‏

١٠ كَيْفَ نَظَرَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَجْدِ وَٱلسُّلْطَةِ؟‏

١٠ إِلَّا أَنَّ ٱلْغَيْرَةَ قَدْ تَتَسَلَّلُ إِلَى قُلُوبِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِهِمْ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِرَدِّ فِعْلِ مُوسَى حِينَ بَدَأَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَتَصَرَّفُونَ كَٱلْأَنْبِيَاءِ.‏ ‏(‏اقرإ العدد ١١:‏٢٤-‏٢٩‏.‏)‏ فَقَدْ أَرَادَ يَشُوعُ أَنْ يَمْنَعَهُمْ،‏ لٰكِنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ:‏ «أَتَغَارُ أَنْتَ لِي؟‏ لَا تَغَرْ.‏ يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ يَهْوَهَ أَنْبِيَاءُ،‏ فَيَجْعَلَ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ!‏».‏ فَمُوسَى عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ ٱلْعَمَلَ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَجْدَ لِنَفْسِهِ،‏ أَرَادَ أَنْ يَنَالَ كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَهَ مَسْؤُولِيَّاتٍ رُوحِيَّةً.‏ فَهَلْ نَفْرَحُ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ تَعْيِينَاتٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

١١ كَيْفَ شَعَرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ حِينَ تَغَيَّرَ تَعْيِينُهُ؟‏

١١ تَضُمُّ ٱلْجَمَاعَاتُ ٱلْيَوْمَ إِخْوَةً كَثِيرِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِٱجْتِهَادٍ مِنْ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏ وَهُمْ يُدَرِّبُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا لِيَتَوَلَّوْا مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بِيتِرَ ٱلَّذِي أَمْضَى أَكْثَرَ مِنْ ٧٤ سَنَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَهُوَ يَخْدُمُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ بِأُورُوبَّا مُنْذُ ٣٥ سَنَةً.‏ وَكَانَ فِي ٱلسَّابِقِ نَاظِرَ قِسْمِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ،‏ فَيَهْتَمُّ بِهٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ أَخٌ أَصْغَرُ سِنًّا ٱسْمُهُ بُول خَدَمَ مَعَهُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً.‏ وَعِنْدَمَا سُئِلَ بِيتِر عَنْ شُعُورِهِ حِينَ تَغَيَّرَ تَعْيِينُهُ،‏ أَجَابَ:‏ «أَنَا سَعِيدٌ جِدًّا بِوُجُودِ إِخْوَةٍ مُؤَهَّلِينَ لِتَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ.‏ وَيَسُرُّنِي أَنَّهُمْ يُتَمِّمُونَهَا عَلَى أَحْسَنِ مَا يُرَامُ».‏

قَدِّرِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا

١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ؟‏

١٢ بَعْدَمَا أَصْبَحَ رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَلِكًا،‏ ٱسْتَشَارَ ٱلشُّيُوخَ لِيَعْرِفَ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ.‏ وَلٰكِنْ عِوَضَ سَمَاعِ مَشُورَتِهِمِ،‏ ٱتَّبَعَ مَشُورَةَ ٱلشُّبَّانِ ٱلَّذِينَ كَبِرُوا مَعَهُ،‏ مِمَّا أَدَّى إِلَى نَتِيجَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ.‏ (‏٢ اخ ١٠:‏٦-‏١١،‏ ١٩‏)‏ فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ؟‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَطْلُبَ نَصِيحَةَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأَكْثَرِ خِبْرَةً.‏ فَيَجِبُ أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلشُّبَّانُ رَأْيَهُمْ،‏ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِٱتِّبَاعِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلسَّابِقَةِ.‏

١٣ كَيْفَ يَتَعَاوَنُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلشَّبَابُ مَعَ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا؟‏

١٣ هٰذَا وَإِنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلشُّبَّانِ يُعَيَّنُونَ نُظَّارًا عَلَى إِخْوَةٍ أَكْبَرَ سِنًّا.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ يَحْسُنُ بِهِمْ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ حِكْمَةِ وَخِبْرَةِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ يَقُولُ بُولُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا:‏ «أَطْلُبُ دَائِمًا نَصِيحَةَ بِيتِر،‏ وَأُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ فِي قِسْمِنَا عَلَى ذٰلِكَ».‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ بَيْنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ؟‏

١٤ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلشَّابَّ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي خَدَمَ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٢:‏٢٠-‏٢٢‏.‏)‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ عَنْهُ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي كُورِنْثُوسَ:‏ «أَنَا مُرْسِلٌ إِلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسَ،‏ إِذْ هُوَ وَلَدِي ٱلْحَبِيبُ وَٱلْأَمِينُ فِي ٱلرَّبِّ،‏ فَهُوَ يُذَكِّرُكُمْ بِطُرُقِي فِي خِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ كَمَا أُعَلِّمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي كُلِّ جَمَاعَةٍ».‏ (‏١ كو ٤:‏١٧‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمَا تَعَاوَنَا مَعًا وَدَعَمَ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ.‏ وَصَرَفَ بُولُسُ وَقْتًا فِي تَعْلِيمِ هٰذَا ٱلشَّابِّ ‹طُرُقَهُ فِي خِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِ›.‏ فَتَلَقَّى تَدْرِيبًا جَيِّدًا،‏ وَكَسَبَ مَحَبَّةَ مُعَلِّمِهِ.‏ لِذَا وَثِقَ بُولُسُ أَنَّهُ سَيَهْتَمُّ جَيِّدًا بِٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي كُورِنْثُوسَ.‏ وَمِثْلَ بُولُسَ،‏ يَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يُدَرِّبُوا رِجَالًا لِيَتَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

لِكُلٍّ مِنَّا دَوْرٌ مُهِمٌّ

١٥ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:‏٣-‏٥ أَنْ نَتَأَقْلَمَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟‏

١٥ نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ حَاسِمَةٍ.‏ وَٱلْجُزْءُ ٱلْأَرْضِيُّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ يَنْمُو فِي نَوَاحٍ عَدِيدَةٍ.‏ وَهٰذَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَزِيدِ وَٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ وَبَعْضُ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ يُؤَثِّرُ فِينَا شَخْصِيًّا،‏ وَٱلتَّأَقْلُمُ مَعَهَا لَيْسَ سَهْلًا.‏ وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ وَنُفَكِّرَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ لَا فِي مَصْلَحَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ وَهٰكَذَا نُحَافِظُ عَلَى وَحْدَتِنَا.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا:‏ «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ،‏ بَلْ أَنْ يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ،‏ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قَسَّمَ لَهُ ٱللهُ مِقْدَارًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَكَمَا أَنَّ لَنَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَةً،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْعَمَلُ عَيْنُهُ،‏ فَكَذٰلِكَ نَحْنُ ٱلْكَثِيرِينَ جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ رو ١٢:‏٣-‏٥‏.‏

١٦ كَيْفَ يُحَافِظُ كُلُّ مَسِيحِيٍّ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟‏

١٦ إِذًا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ ظُرُوفِنَا،‏ لِنَعْمَلْ مَعًا وَنَدْعَمْ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلْإِخْوَةَ ٱلشُّبَّانَ.‏ وَٱلشُّبَّانُ بِدَوْرِهِمْ يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَمَّلُوا مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً،‏ يَكُونُوا مُحْتَشِمِينَ،‏ وَيَحْتَرِمُوا ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا.‏ أَمَّا ٱلزَّوْجَاتُ،‏ فَلْيَتَمَثَّلْنَ بِبِرِيسْكِلَّا ٱلَّتِي رَافَقَتْ زَوْجَهَا أَكِيلَا وَدَعَمَتْهُ عِنْدَمَا تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمَا.‏ —‏ اع ١٨:‏٢‏.‏

١٧ كَيْفَ وَثِقَ يَسُوعُ بِتَلَامِيذِهِ،‏ وَبِأَيِّ هَدَفٍ دَرَّبَهُمْ؟‏

١٧ وَأَفْضَلُ مِثَالٍ فِي تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ خِدْمَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَنْتَهِي،‏ وَأَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيُوَاصِلُونَ ٱلْعَمَلَ مِنْ بَعْدِهِ.‏ وَوَثِقَ بِهِمْ رَغْمَ نَقْصِهِمْ،‏ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَعْمَلُونَ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ أَعْمَالِهِ.‏ (‏يو ١٤:‏١٢‏)‏ لِذٰلِكَ دَرَّبَهُمْ جَيِّدًا.‏ وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَنْشُرُوا ٱلْبِشَارَةَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَعْرُوفِ آنَذَاكَ.‏ —‏ كو ١:‏٢٣‏.‏

١٨ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءَ؟‏ وَأَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ لَدَيْنَا ٱلْآنَ؟‏

١٨ وَبَعْدَمَا قَدَّمَ يَسُوعُ حَيَاتَهُ فِدْيَةً،‏ أَقَامَهُ ٱللهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَعَيَّنَ لَهُ أَعْمَالًا إِضَافِيَّةً.‏ كَمَا أَعْطَاهُ سُلْطَةً «فَوْقَ كُلِّ حُكُومَةٍ وَسُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ».‏ (‏اف ١:‏١٩-‏٢١‏)‏ وَمَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟‏ حَتَّى لَوْ مُتْنَا أُمَنَاءَ قَبْلَ هَرْمَجِدُّونَ،‏ فَسَيُقِيمُنَا يَهْوَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ.‏ وَسَنَنْشَغِلُ هُنَاكَ بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُفِيدَةِ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ،‏ فَلَدَيْنَا جَمِيعًا عَمَلٌ مُهِمٌّ جِدًّا،‏ أَلَا وَهُوَ عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ فَلْنَبْقَ صِغَارًا وَكِبَارًا ‹مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ كَدَّنَا لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ›.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏