الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اَلْفَصْلُ ٱلْحَادِي عَشَرَ

سهر وانتظر يهوه

سهر وانتظر يهوه

١،‏ ٢ أَيُّ مُهِمَّةٍ مُزْعِجَةٍ لَزِمَ أَنْ يُتَمِّمَهَا إِيلِيَّا،‏ وَمَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخْآبَ؟‏

تَاقَ إِيلِيَّا أَنْ يَخْتَلِيَ بِنَفْسِهِ لِيُصَلِّيَ إِلَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَاهُ يُحَقِّقُ مُرَادَهُ وحُشُودُ ٱلنَّاسِ مُلْتَفَّةٌ حَوْلَهُ؟‏ فَهُمْ رَأَوْا لِتَوِّهِمْ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ ٱلْحَقِيقِيَّ يَطْلُبُ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ،‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ تَلَهَّفُوا لِنَيْلِ رِضَاهُ وَبَرَكَتِهِ.‏ هٰذَا وَإِنَّ مُهِمَّةً مُزْعِجَةً كَانَتْ بِٱنْتِظَارِهِ قَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ وَيُنَاجِيَ يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ إِلَى ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ.‏

٢ وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ هٰذَيْنِ ٱلرَّجُلَيْنِ!‏ فَأَخْآبُ ٱلْمُتَسَرْبِلُ بِحُلَّتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ ٱلْفَاخِرَةِ كَانَ شَخْصًا مُرْتَدًّا جَشِعًا وَضَعِيفَ ٱلْإِرَادَةِ.‏ أَمَّا إِيلِيَّا،‏ بِلِبَاسِهِ ٱلرِّيفِيِّ ٱلْبَسِيطِ ٱلَّذِي يُمَيِّزُ ٱلْأَنْبِيَاءَ وَٱلْمَصْنُوعِ رُبَّمَا مِنْ جِلْدِ ٱلْحَيَوَانِ أَوِ ٱلْمَنْسُوجِ مِنْ وَبَرِ ٱلْجَمَلِ أَوْ شَعْرِ ٱلْمَاعِزِ،‏ فَكَانَ رَجُلًا شُجَاعًا جِدًّا يَتَحَلَّى بِإِيمَانٍ رَاسِخٍ وَٱسْتِقَامَةٍ لَا تَنْثَلِمُ.‏ وَخِلَالَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي شَارَفَ نِهَايَتَهُ،‏ ٱنْكَشَفَ ٱلْكَثِيرُ عَنْ شَخْصِيَّةِ كُلٍّ مِنْهُمَا.‏

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ كَانَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ مُخْزِيًا لِأَخْآبَ وَعَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟‏

٣ لَقَدْ كَابَدَ أَخْآبُ وَعَبَدَةُ ٱلْبَعْلِ ٱلْآخَرُونَ ٱلْخِزْيَ وَٱلْعَارَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏ فَٱلدِّيَانَةُ ٱلْوَثَنِيَّةُ ٱلَّتِي رَوَّجَهَا أَخْآبُ وَزَوْجَتُهُ ٱلْمَلِكَةُ إِيزَابِلُ فِي مَمْلَكَةِ إِسْرَائِيلَ ذَاتِ ٱلْعَشَرَةِ أَسْبَاطٍ تَلَقَّتْ صَفْعَةً قَوِيَّةً بَعْدَمَا شُهِّرَ ٱلْبَعْلُ وَتَبَيَّنَ أَنَّهُ مُجَرَّدُ خُدْعَةٍ.‏ فَهٰذَا ٱلْإِلٰهُ ٱلْعَدِيمُ ٱلْحَيَاةِ عَجِزَ عَنْ إِضْرَامِ وَلَوْ لَهَبٍ صَغِيرٍ ٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِ أَنْبِيَائِهِ ٱلْـ‍ ٤٥٠،‏ مَعَ أَنَّهُمُ ٱهْتَاجُوا وَرَاحُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلَيْهِ وَيَرْقُصُونَ وَيُقَطِّعُونَ أَنْفُسَهُمْ بِٱلْخَنَاجِرِ كَعَادَتِهِمْ حَتَّى سَالَ ٱلدَّمُ مِنْهُمْ.‏ وَعَجِزَ أَيْضًا عَنْ حِمَايَتِهِمْ مِنْ عُقُوبَةِ ٱلْإِعْدَامِ ٱلَّتِي ٱسْتَحَقُّوهَا بِٱلْفِعْلِ.‏ غَيْرَ أَنَّ بَعْلًا سَبَقَ وَأَخْفَقَ فِي مَجَالٍ آخَرَ أَيْضًا،‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلْإِخْفَاقُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَبْلُغَ ذُرْوَتَهُ.‏ فَطَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ،‏ نَاشَدَهُ أَنْبِيَاؤُهُ كَيْ يُنْهِيَ ٱلْقَحْطَ ٱلَّذِي ٱكْتَسَحَ ٱلْأَرْضَ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُحَرِّكْ سَاكِنًا.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ كَانَ يَهْوَهُ سَيُثْبِتُ قَرِيبًا تَفَوُّقَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْإِلٰهِ ٱلْبَاطِلِ بِإِنْهَاءِ فَتْرَةِ ٱلْقَحْطِ.‏ —‏ ١ مل ١٦:‏٣٠–‏١٧:‏١؛‏ ١٨:‏​١-‏٤٠‏.‏

٤ وَلٰكِنْ مَتَى تَدَخَّلَ يَهْوَهُ؟‏ كَيْفَ تَصَرَّفَ إِيلِيَّا حَتَّى حَانَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رَجُلِ ٱلْإِيمَانِ هٰذَا؟‏ لِنَأْخُذِ ٱلْأَجْوِبَةَ فِيمَا نَتَفَحَّصُ ٱلرِّوَايَةَ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلسِّجِلِّ.‏ —‏ اقرأ ١ ملوك ١٨:‏​٤١-‏٤٦‏.‏

وَاظَبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ

٥ مَاذَا قَالَ إِيلِيَّا لِأَخْآبَ،‏ وَهَلِ ٱتَّعَظَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ بِمَا حَدَثَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ؟‏

٥ قَالَ إِيلِيَّا لِأَخْآبَ:‏ «اِصْعَدْ كُلْ وَٱشْرَبْ،‏ لِأَنَّهُ صَوْتُ دَوِيِّ وَابِلٍ مِنَ ٱلْمَطَرِ».‏ وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ قَدِ ٱتَّعَظَ بِمَا حَدَثَ؟‏ لَا تَأْتِي ٱلرِّوَايَةُ عَلَى ذِكْرِ ذٰلِكَ تَحْدِيدًا.‏ لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا تَتَضَمَّنُ بِلِسَانِهِ تَعَابِيرَ تَدُلُّ عَلَى ٱلتَّوْبَةِ،‏ وَلَا تَذْكُرُ أَنَّهُ ٱلْتَمَسَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلنَّبِيِّ عَلَى طَلَبِ ٱلْغُفْرَانِ مِنْ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ «صَعِدَ .‏ .‏ .‏ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ».‏ (‏١ مل ١٨:‏​٤١،‏ ٤٢‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ إِيلِيَّا؟‏

٦،‏ ٧ أَيُّ أَمْرٍ صَلَّى إِيلِيَّا بِشَأْنِهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٦ تَقُولُ ٱلْحَادِثَةُ:‏ «أَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ ٱلْكَرْمَلِ وَٱنْحَنَى إِلَى ٱلْأَرْضِ وَوَضَعَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ».‏ لَقَدْ سَارَعَ أَخْآبُ إِلَى مَلْءِ بَطْنِهِ،‏ أَمَّا إِيلِيَّا فَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُصَلِّيَ إِلَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ لَاحِظْ وَضْعِيَّتَهُ ٱلْمَوْصُوفَةَ فِي ٱلصُّورَةِ ٱلَّتِي تَنِمُّ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْخُشُوعِ.‏ فَقَدْ حَنَى رَأْسَهُ كَثِيرًا حَتَّى كَادَ وَجْهُهُ يُلَامِسُ رُكْبَتَيْهِ.‏ وَبِشَأْنِ مَاذَا كَانَ يُصَلِّي؟‏ لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى ٱلتَّخْمِينِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا فِي يَعْقُوب ٥:‏١٨ أَنَّهُ طَلَبَ مِنَ ٱللهِ إِنْهَاءَ ٱلْقَحْطِ.‏ وَيُرَجَّحُ أَنَّهُ قَدَّمَ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ عَلَى قِمَّةِ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ.‏

عَكَسَتْ صَلَوَاتُ إِيلِيَّا رَغْبَتَهُ ٱلشَّدِيدَةَ فِي رُؤْيَةِ مَشِيئَةِ ٱللهِ تَتِمُّ

٧ كَانَ يَهْوَهُ قَدْ قَالَ لَهُ:‏ «إِنَّنِي عَازِمٌ أَنْ أُعْطِيَ مَطَرًا عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏١ مل ١٨:‏١‏)‏ لِذَا صَلَّى إِيلِيَّا أَنْ تَتِمَّ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ،‏ تَمَامًا مِثْلَمَا عَلَّمَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُصَلُّوا بَعْدَ أَلْفِ سَنَةٍ تَقْرِيبًا!‏ —‏ مت ٦:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

٨ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ إِيلِيَّا عَنِ ٱلصَّلَاةِ؟‏

٨ فِي مِثَالِ إِيلِيَّا دُرُوسٌ كَثِيرَةٌ عَنِ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَهَمُّهُ ٱلرَّئِيسِيُّ كَانَ إِتْمَامَ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ لِذَا يَحْسُنُ بِنَا عِنْدَمَا نُصَلِّي أَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةَ:‏ «مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَةِ [ٱللهِ]،‏ فَهُوَ يَسْمَعُنَا».‏ (‏١ يو ٥:‏١٤‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ عَلَيْنَا مَعْرِفَةَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ كَيْ تَكُونَ صَلَاتُنَا مَقْبُولَةً فِي نَظَرِهِ،‏ وَهٰذَا سَبَبٌ وَجِيهٌ يَدْفَعُنَا إِلَى إِبْقَاءِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ أَرَادَ إِيلِيَّا دُونَ شَكٍّ أَنْ يَنْتَهِيَ ٱلْقَحْطُ وَيُنْهِيَ مَعَهُ ٱلْمُعَانَاةَ ٱلشَّدِيدَةَ ٱلَّتِي قَاسَاهَا شَعْبُهُ.‏ وَلَعَلَّ قَلْبَهُ فَاضَ شُكْرًا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا يَلْزَمُ أَنْ تَعْكِسَ صَلَوَاتُنَا شُكْرَنَا ٱلنَّابِعَ مِنَ ٱلْقَلْبِ وَٱهْتِمَامَنَا بِخَيْرِ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏١١؛‏ فيلبي ٤:‏٦‏.‏

وَثِقَ بِيَهْوَهَ وَدَاوَمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ

٩ مَاذَا طَلَبَ إِيلِيَّا مِنْ غُلَامِهِ،‏ وَأَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِنْهُ سَنَتَأَمَّلُ فِيهِمَا ٱلْآنَ؟‏

٩ كَانَ إِيلِيَّا مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَضَعُ حَدًّا لِلْقَحْطِ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيُحَقِّقُ ذٰلِكَ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ؟‏ لَاحِظْ مَا تَذْكُرُهُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «قَالَ لِغُلَامِهِ:‏ ‹اِصْعَدْ وَٱنْظُرْ جِهَةَ ٱلْبَحْرِ›.‏ فَصَعِدَ وَنَظَرَ وَقَالَ:‏ ‹مَا مِنْ شَيْءٍ›.‏ فَقَالَ:‏ ‹اِرْجِعْ›،‏ سَبْعَ مَرَّاتٍ».‏ (‏١ مل ١٨:‏٤٣‏)‏ نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ إِيلِيَّا دَرْسَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ:‏ اَلثِّقَةَ بِيَهْوَهَ،‏ وَٱلْمُدَاوَمَةَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏

تَرَقَّبَ إِيلِيَّا بِيَقَظَةٍ وَٱنْتِبَاهٍ أَيَّ عَلَامَةٍ تَدُلُّ أَنَّ إِلٰهَهُ يُوشِكُ أَنْ يَتَدَخَّلَ

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ إِيلِيَّا ثِقَتَهُ بِوَعْدِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَمْتَلِكَ ثِقَةً مُمَاثِلَةً؟‏

١٠ بِمَا أَنَّ إِيلِيَّا كَانَ وَاثِقًا بِوَعْدِ يَهْوَهَ،‏ تَرَقَّبَ بِيَقَظَةٍ وَٱنْتِبَاهٍ أَيَّ عَلَامَةٍ تَدُلُّ أَنَّ إِلٰهَهُ يُوشِكُ أَنْ يَتَدَخَّلَ.‏ فَبَعَثَ غُلَامَهُ إِلَى مَكَانٍ عَالٍ مُطِلٍّ لِكَيْ يُعَايِنَ ٱلْأُفُقَ عَلَّهُ يَرَى وَلَوْ إِشَارَةً وَاحِدَةً تُنْبِئُ بِهُطُولِ ٱلْمَطَرِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْغُلَامَ عَادَ بِجَوَابٍ لَا يُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ،‏ قَائِلًا:‏ «مَا مِنْ شَيْءٍ».‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ لَا غُيُومَ تَلُوحُ فِي ٱلْأُفُقِ وَٱلسَّمَاءُ صَافِيَةٌ.‏ وَلٰكِنْ أَمَا تُلَاحِظُ أَمْرًا غَرِيبًا؟‏ لَقَدْ أَخْبَرَ إِيلِيَّا لِتَوِّهِ ٱلْمَلِكَ أَخْآبَ أَنَّهُ يَسْمَعُ «صَوْتَ دَوِيِّ وَابِلٍ مِنَ ٱلْمَطَرِ».‏ فَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَقُولَ هٰذَا ٱلْكَلَامَ وَلَمْ تَظْهَرْ بَعْدُ أَيُّ غَيْمَةٍ؟‏

١١ لَقَدْ عَلِمَ إِيلِيَّا بِوَعْدِ يَهْوَهَ.‏ وَبِصِفَتِهِ نَبِيَّهُ وَمُمَثِّلَهُ،‏ كَانَ عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهُ سَيُتَمِّمُ كَلِمَتَهُ.‏ وَثِقَتُهُ هٰذِهِ كَانَتْ رَاسِخَةً جِدًّا بِحَيْثُ بَدَا وَكَأَنَّهُ يَسْمَعُ فِعْلِيًّا وَابِلَ ٱلْمَطَرِ.‏ وَيُذَكِّرُنَا مَوْقِفُهُ هٰذَا بِمُوسَى ٱلَّذِي يَقُولُ عَنْهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى».‏ فَهَلِ ٱللهُ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ؟‏ إِنَّهُ يُزَوِّدُنَا بِأَسْبَابٍ وَفِيرَةٍ تَحْفِزُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ مِثْلِ هٰذَا ٱلْإِيمَانِ بِهِ وَبِوُعُودِهِ.‏ —‏ عب ١١:‏​١،‏ ٢٧‏.‏

١٢ كَيْفَ بَيَّنَ إِيلِيَّا أَنَّهُ سَاهِرٌ وَمُتَرَقِّبٌ،‏ وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ لَمَّا عَلِمَ بِظُهُورِ غَيْمَةٍ صَغِيرَةٍ؟‏

١٢ لَاحِظْ أَيْضًا كَمْ كَانَ إِيلِيَّا سَاهِرًا وَمُتَرَقِّبًا.‏ فَهُوَ لَمْ يُرْجِعْ غُلَامَهُ لِيَسْتَطْلِعَ ٱلْأُفُقَ مَرَّةً أَوِ ٱثْنَتَيْنِ،‏ بَلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ!‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ ٱلْغُلَامَ شَعَرَ بِٱلتَّعَبِ مِنْ ذَهَابِهِ وَإِيَابِهِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً،‏ لٰكِنَّ إِيلِيَّا ظَلَّ يَتَرَصَّدُ عَلَامَةً وَلَمْ يَسْتَسْلِمْ.‏ أَخِيرًا،‏ قَالَ ٱلْغُلَامُ بَعْدَ رِحْلَتِهِ ٱلسَّابِعَةِ:‏ «هَا سَحَابَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ رَاحَةِ يَدِ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ ٱلْبَحْرِ».‏ تَخَيَّلْهُ يَمُدُّ ذِرَاعَهُ لِيَقِيسَ بِرَاحَةِ يَدِهِ حَجْمَ غَيْمَةٍ صَغِيرَةٍ قَادِمَةٍ مِنَ ٱلْأُفُقِ فَوْقَ ٱلْبَحْرِ ٱلْكَبِيرِ.‏ لَعَلَّهُ لَمْ يَحْمِلْهَا عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ،‏ لٰكِنَّ إِيلِيَّا رَأَى فِيهَا عَلَامَةً مُهِمَّةً.‏ لِذَا أَعْطَاهُ تَوْجِيهَاتٍ مُلِحَّةً قَائِلًا:‏ «اِصْعَدْ قُلْ لِأَخْآبَ:‏ ‹شُدَّ وَٱنْزِلْ لِئَلَّا يُعِيقَكَ وَابِلُ ٱلْمَطَرِ!‏›».‏ —‏ ١ مل ١٨:‏٤٤‏.‏

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِتَيَقُّظِ إِيلِيَّا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ بِإِلْحَاحٍ؟‏

١٣ مَرَّةً أُخْرَى،‏ يَرْسُمُ لَنَا إِيلِيَّا مِثَالًا جَدِيرًا بِٱلِٱقْتِدَاءِ.‏ فَنَحْنُ أَيْضًا نَعِيشُ فِي وَقْتٍ سَيَتَّخِذُ فِيهِ ٱللهُ عَمَّا قَرِيبٍ إِجْرَاءً لِإِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ فَمِثْلَمَا ٱنْتَظَرَ إِيلِيَّا نِهَايَةَ ٱلْقَحْطِ،‏ يَنْتَظِرُ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ نِهَايَةَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْفَاسِدِ هٰذَا.‏ (‏١ يو ٢:‏١٧‏)‏ وَإِلَى أَنْ يَتَدَخَّلَ يَهْوَهُ ٱللهُ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا.‏ فَيَسُوعُ،‏ ٱبْنُ ٱللهِ نَفْسُهُ،‏ حَثَّ أَتْبَاعَهُ قَائِلًا:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٢‏)‏ فَهَلْ عَنَى أَنَّ أَتْبَاعَهُ لَنْ يُدْرِكُوا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ؟‏ كَلَّا،‏ فَقَدْ أَخْبَرَنَا بِإِسْهَابٍ عَنْ أَحْوَالِ ٱلْعَالَمِ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلنِّهَايَةَ.‏ وَيُمْكِنُ لَنَا جَمِيعًا أَنْ نُلَاحِظَ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْمُفَصَّلَةِ ٱلَّتِي تَسِمُ «ٱخْتِتَامَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ —‏ اقرأ متى ٢٤:‏​٣-‏٧‏.‏

إِذَا كَانَتْ غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ كَفِيلَةً بِإِقْنَاعِ إِيلِيَّا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْشَكَ أَنْ يَتَصَرَّفَ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى عَلَامَةُ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ تُزَوِّدُنَا بِأَسْبَابٍ أَقْوَى لِلتَّصَرُّفِ بِإِلْحَاحٍ!‏

١٤ إِنَّ كُلَّ وَجْهٍ مِنْ أَوْجُهِ ٱلْعَلَامَةِ لَهُوَ دَلِيلٌ قَوِيٌّ وَمُقْنِعٌ.‏ فَهَلْ هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةُ كَافِيَةٌ لِتَدْفَعَنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ بِإِلْحَاحٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏ إِنَّ مُجَرَّدَ غَيْمَةٍ صَغِيرَةٍ فِي ٱلْأُفُقِ كَانَتْ كَفِيلَةً بِإِقْنَاعِ إِيلِيَّا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْشَكَ أَنْ يَتَصَرَّفَ.‏ فَهَلْ خَابَ أَمَلُ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ ٱلْأَمِينِ؟‏

يَهْوَهُ يَجْلُبُ ٱلرَّاحَةَ وَٱلْبَرَكَاتِ

١٥،‏ ١٦ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ تَبَلْوَرَتْ بِسُرْعَةٍ،‏ وَمَاذَا رُبَّمَا تَسَاءَلَ إِيلِيَّا بِشَأْنِ أَخْآبَ؟‏

١٥ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ:‏ «فِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ أَظْلَمَتِ ٱلسَّمٰوَاتُ بِٱلسُّحُبِ وَٱلرِّيحِ،‏ وَكَانَ وَابِلٌ عَظِيمٌ مِنَ ٱلْمَطَرِ.‏ فَرَكِبَ أَخْآبُ وَذَهَبَ إِلَى يِزْرَعِيلَ».‏ (‏١ مل ١٨:‏٤٥‏)‏ لَقَدْ رَاحَتِ ٱلْأَحْدَاثُ تَتَبَلْوَرُ بِسُرْعَةٍ هَائِلَةٍ.‏ فَفِيمَا كَانَ غُلَامُ إِيلِيَّا يَنْقُلُ رِسَالَةَ ٱلنَّبِيِّ إِلَى أَخْآبَ،‏ تَكَاثَرَتِ ٱلْغُيُومُ فِي ٱلْأُفُقِ فَأَظْلَمَتِ ٱلسَّمَاءُ وَهَبَّتْ رِيحٌ قَوِيَّةٌ.‏ وَأَخِيرًا،‏ سَقَطَتِ ٱلْأَمْطَارُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ وَنِصْفٍ،‏ فَتَشَرَّبَتْهَا ٱلْأَرْضُ ٱلظَّمْأَى.‏ وَفِيمَا تَحَوَّلَتِ ٱلْأَمْطَارُ إِلَى وَابِلٍ عَظِيمٍ،‏ فَاضَ نَهْرُ قِيشُونَ فَنَظَّفَ فِي طَرِيقِهِ ٱلْأَرْضَ مِنْ دَمِ أَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ ٱلَّذِينَ أُعْدِمُوا.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةُ أَعْطَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يُنَظِّفُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَرْضَ مِنْ عِبَادَةِ ٱلْبَعْلِ وَيَتَخَلَّصُوا مِنْ هٰذِهِ ٱلْوَصْمَةِ ٱلَّتِي لَطَّخَتْهُمْ.‏

‏«كَانَ وَابِلٌ عَظِيمٌ مِنَ ٱلْمَطَرِ»‏

١٦ لَقَدْ أَمَلَ إِيلِيَّا دُونَ شَكٍّ أَنْ يَنْتَهِزُوا هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ.‏ وَلَعَلَّهُ تَسَاءَلَ مَا هِيَ رَدَّةُ فِعْلِ أَخْآبَ حِيَالَ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ تُرَى هَلْ يَتُوبُ وَيَتَخَلَّى عَنْ عِبَادَةِ ٱلْبَعْلِ ٱلنَّجِسَةِ؟‏ فَبَعْدَ مَا جَرَى فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ صَارَتْ لَدَيْهِ أَسْبَابٌ قَوِيَّةٌ لِصُنْعِ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ طَبْعًا،‏ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَعْرِفَ مَا كَانَ يَدُورُ فِي خَلَدِ أَخْآبَ آنَذَاكَ.‏ فَجُلُّ مَا تَقُولُهُ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّهُ «رَكِبَ .‏ .‏ .‏ وَذَهَبَ إِلَى يِزْرَعِيلَ».‏ فَهَلْ أَخَذَ عِبْرَةً مِمَّا حَدَثَ؟‏ هَلْ صَمَّمَ أَنْ يُغَيِّرَ طُرُقَهُ؟‏ تُوحِي ٱلْوَقَائِعُ ٱللَّاحِقَةُ أَنْ لَا شَيْءَ حَصَلَ مِنْ هٰذَا ٱلْقَبِيلِ.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لَمْ يَكُنْ قَدِ ٱنْتَهَى بَعْدُ.‏ فَهُوَ حَمَلَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَحْدَاثِ لِأَخْآبَ وَإِيلِيَّا.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا حَصَلَ مَعَ إِيلِيَّا وَهُوَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى يِزْرَعِيلَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ هُوَ أَمْرٌ لَافِتٌ أَنْ يَرْكُضَ إِيلِيَّا كُلَّ ٱلْمَسَافَةِ مِنَ ٱلْكَرْمَلِ إِلَى يِزْرَعِيلَ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١٧ سَارَ نَبِيُّ يَهْوَهَ عَبْرَ ٱلدَّرْبِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي سَلَكَهُ أَخْآبُ،‏ دَرْبٍ طَوِيلٍ مُظْلِمٍ غَمَرَتْهُ مِيَاهُ ٱلْأَمْطَارِ.‏ وَإِذَا بِأَمْرٍ عَجِيبٍ يَحْدُثُ.‏

١٨ تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «كَانَتْ يَدُ يَهْوَهَ عَلَى إِيلِيَّا،‏ فَمَنْطَقَ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى وَصَلَ إِلَى يِزْرَعِيلَ».‏ (‏١ مل ١٨:‏٤٦‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ «يَدَ يَهْوَهَ» كَانَتْ عَلَى إِيلِيَّا بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ.‏ فَيِزْرَعِيلُ تَبْعُدُ حَوَالَيْ ثَلَاثِينَ كِيلُومِتْرًا،‏ وَهِيَ مَسَافَةٌ طَوِيلَةٌ جِدًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى إِيلِيَّا ٱلَّذِي مَا عَادَ شَابًّا.‏ * تَخَيَّلْهُ يُشَمِّرُ ثِيَابَهُ ٱلطَّوِيلَةَ عَنْ سَاقَيْهِ وَيَشُدُّهَا حَوْلَ وِرْكَيْهِ كَيْ يَتَحَرَّكَ بِسُهُولَةٍ أَكْبَرَ،‏ ثُمَّ يَرْكُضُ بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ عَلَى طُولِ ٱلطَّرِيقِ ٱلْغَارِقَةِ فِي ٱلْأَمْطَارِ حَتَّى أَدْرَكَ ٱلْمَرْكَبَةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ،‏ تَخَطَّاهَا،‏ وَسَبَقَهَا!‏

١٩ ‏(‏أ)‏ بِمَ تُذَكِّرُنَا ٱلْقُوَّةُ وَٱلطَّاقَةُ ٱللَّتَانِ أَعْطَاهُمَا ٱللهُ لِإِيلِيَّا؟‏ (‏ب)‏ مِمَّ كَانَ إِيلِيَّا مُتَيَقِّنًا وَهُوَ يَرْكُضُ إِلَى يِزْرَعِيلَ؟‏

١٩ يَا لَلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي حَظِيَ بِهَا إِيلِيَّا!‏ فَقَدْ عَاشَ حَتْمًا تَجْرِبَةً رَائِعَةً حِينَ شَعَرَ بِقُوَّةٍ وَحَيَوِيَّةٍ وَقُدْرَةٍ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ رُبَّمَا لَمْ يَخْتَبِرْهَا مِنْ قَبْلُ حَتَّى فِي أَيَّامِ شَبَابِهِ.‏ وَتُعِيدُ هٰذِهِ ٱلْوَاقِعَةُ إِلَى ذِهْنِنَا ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْأُمَنَاءَ سَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلصِّحَّةِ ٱلْكَامِلَةِ وَيَنْبِضُونَ بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْحَيَوِيَّةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْأَرْضِيِّ ٱلْقَادِمِ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٣٥:‏٦؛‏ لو ٢٣:‏٤٣‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ إِيلِيَّا أَدْرَكَ وَهُوَ يَرْكُضُ عَلَى ذٰلِكَ ٱلدَّرْبِ ٱلشَّاقِّ أَنَّهُ يَنْعَمُ بِرِضَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ يَهْوَهَ.‏

٢٠ كَيْفَ نَسْعَى إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى بَرَكَاتِ يَهْوَهَ؟‏

٢٠ يَتُوقُ يَهْوَهُ إِلَى إِغْدَاقِ بَرَكَاتِهِ عَلَى مُحِبِّيهِ.‏ فَلْنَسْعَ جَاهِدِينَ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَيْهَا؛‏ إِنَّهَا تَسْتَحِقُّ كُلَّ جُهْدٍ وَعَنَاءٍ.‏ وَعَلَى غِرَارِ إِيلِيَّا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ مُتَفَحِّصِينَ بِعِنَايَةٍ ٱلْأَدِلَّةَ ٱلدَّامِغَةَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَضَعُ حَدًّا عَمَّا قَرِيبٍ لِأَزْمِنَتِنَا ٱلْخَطِرَةِ وَٱلْمُلِحَّةِ.‏ نَعَمْ،‏ لَدَيْنَا مِثْلَ إِيلِيَّا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَضَعَ ثِقَتَنَا ٱلْكَامِلَةَ بِوُعُودِ يَهْوَهَ،‏ «إِلٰهِ ٱلْحَقِّ».‏ —‏ مز ٣١:‏٥‏.‏

^ ‎الفقرة 18‏ بَعْدَ مُضِيِّ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ إِيلِيَّا أَنْ يُدَرِّبَ أَلِيشَعَ ٱلَّذِي عُرِفَ لَاحِقًا بِأَنَّهُ «كَانَ يَسْكُبُ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا».‏ (‏٢ مل ٣:‏١١‏)‏ فَهُوَ عَمِلَ غُلَامًا عِنْدَ ٱلنَّبِيِّ ٱلْمُسِنِّ،‏ مُقَدِّمًا لَهُ كَمَا يَتَّضِحُ أَيَّ مُسَاعَدَةٍ يَحْتَاجُهَا.‏